الإثنين, 17 نوفمبر 2025 03:47 PM

كارثة بيئية: جفاف نهر العاصي يهدد سبل عيش مزارعي إدلب

كارثة بيئية: جفاف نهر العاصي يهدد سبل عيش مزارعي إدلب

يشهد نهر العاصي في منطقة جسر الشغور غربي محافظة إدلب جفافاً كاملاً، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها آلاف المزارعين ويعرض مصادر دخلهم وأمنهم الغذائي للخطر.

ويعتبر نهر العاصي، الذي ينبع من لبنان ويجري في الأراضي السورية ليصب في تركيا، مصدراً مائياً حيوياً للأراضي الزراعية في إدلب. ويواجه النهر حالياً موجة جفاف قاسية وغير مسبوقة.

وفي حديث لوكالة "الأناضول"، أعرب مزارعون سوريون عن بالغ قلقهم إزاء الآثار المدمرة لجفاف النهر على إنتاج الخضروات والفواكه، وتوقف أنظمة الري، وتضرر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية.

وقد دفع هذا الجفاف المزارعين في إدلب إلى البحث عن حلول مكلفة، مثل حفر الآبار واستخدام وسائل ري بديلة، للحفاظ على ما تبقى من محاصيلهم.

وأوضح المزارع رشاد صالح من جسر الشغور أن اعتماد أهالي المنطقة على زراعة الخضروات والأشجار المثمرة الدائمة كبير جداً، مؤكداً أن نهر العاصي جف هذا العام بالكامل ولأول مرة في التاريخ.

وأضاف صالح: "السبب الرئيسي هو الجفاف العام، إضافة إلى سوء إدارة وتشغيل السدود في السنوات الماضية". وأشار إلى أن البساتين في جسر الشغور وريفها، التي تعتمد على مياه النهر، تأثرت بشكل بالغ.

من جانبه، قال المزارع سميح صالح، الذي يعتمد على زراعة النعناع والأشجار المثمرة كمصدر للرزق، إن كثيراً من الفلاحين عادوا إلى أراضيهم بعد سنوات طويلة، لكن جفاف المياه جعل الإنتاج يكاد يتوقف.

وأضاف: "نهر العاصي جف لأول مرة في التاريخ. أنفق الناس الكثير لإعادة زراعة أراضيهم. كما تعلمون، هذا أول عام بعد التحرير (من نظام الأسد)، والناس عادوا إلى الزراعة بعد سنوات من النزوح والمعيشة في المخيمات أو في تركيا".

كما لفت إلى أن موجات الحر الشديدة في الصيف تسببت في جفاف جذور الأشجار، وأن التربة تحتاج لوقت طويل حتى تستعيد قدرتها على الإنتاج.

وحول الحلول الممكنة، تابع: "يمكن حفر آبار ارتوازية، كما يمكن إعادة إنشاء البرك المائية الكبيرة التي كانت موجودة سابقاً في مجرى النهر".

الأناضول

مشاركة المقال: