الإثنين, 17 نوفمبر 2025 01:39 AM

تلوث يهدد تلبيسة: الصرف الصحي يغرق الشوارع ويلوث مياه الشرب

تلوث يهدد تلبيسة: الصرف الصحي يغرق الشوارع ويلوث مياه الشرب

تعاني بلدة تلبيسة في ريف حمص الشمالي من مشكلة مستمرة تتمثل في تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع ومياه الآبار، مما يشكل خطرًا صحيًا على السكان. ويهدد هذا التسرب صحة السكان بسبب انتشار الحشرات والقوارض في "الجور الفنية" المفتوحة. كما أن الأعطال في شبكة الصرف الصحي تؤدي إلى عودة المياه بشكل عكسي، مما يتسبب في فيضان الشوارع واختلاطها بمياه الآبار المستخدمة للشرب، وفقًا لما ذكره الناشط المدني في مدينة تلبيسة، نضال العكيدي، لعنب بلدي.

وأكد مالك الصالح، أحد سكان البلدة، أن المشكلة أصبحت لا تطاق وتؤثر على الحياة اليومية للأهالي.

سبب المشكلة

أوضحت مسؤولة المكتب الفني في بلدية تلبيسة، المهندسة سوزان العموري، لعنب بلدي سبب المشكلة، قائلة إن القطاع الغربي، أو ما يسمى في البلدة "غرب الطريق"، والذي يشكل ثلث البلدة تقريبًا، لا يحتوي على منظومة صرف صحي ويعتمد على "الجور الفنية". وأشارت إلى أن السبب في ذلك هو حاجة المنطقة إلى محطة معالجة للمياه، وأن إنشاء منظومة صرف صحي ومحطة معالجة مكلف للغاية ويتطلب تدخل منظمات كبيرة، حيث تصل التكلفة إلى نحو ثلاثة ملايين دولار.

أما القطاع الشرقي في البلدة، فأوضحت العموري أن عمر شبكة الصرف الصحي فيه يبلغ 30 عامًا وقد أصابها الاهتراء والترسبات، بالإضافة إلى تضررها بفعل الصواريخ والقذائف التي تعرضت لها البلدة بين عامي 2011 و 2018، وطمر بعض "غرف التفتيش" (ريجارات)، مما تسبب في اختناقات وانسدادات داخل الشبكة وعودة المياه بشكل عكسي إلى المنازل، وبالتالي عدم القدرة على تصريفها أو استعمال المياه داخل المنازل.

ويوجد مصب واحد لمياه الصرف الصحي شمال البلدة، وهو عبارة عن غرفة كبيرة تتجمع فيها مخلفات الصرف الصحي للبلدة كلها إلى منسوب معين، ثم يتم ضخ هذه المياه وتصريفها عبر ساقية مكشوفة. وتجري مياه الصرف الصحي عبر الساقية لمسافة تزيد على أربعة كيلومترات لتصب أخيرًا في نهر العاصي، مما يؤثر على جميع الآبار الممتدة على هذه المسافة. وأضافت العموري أنه بعد عودة الكثير من السكان إثر سقوط النظام السوري السابق، ازداد الضغط على استخدام المياه وأصبحت الساقية غير قادرة على التحمل، حتى وصلت إلى مرحلة بدأت فيها مياه الصرف الصحي تتكاثف وتفيض على أطرافها وتملأ الشوارع.

اتفاقية تنتظر التنفيذ

ذكرت العموري في حديثها إلى عنب بلدي أن المشكلة يمكن حلها، لكنها تحتاج إلى ميزانية كبيرة تفوق قدرة البلدية والإمكانيات المتوفرة، ويمكن حلها عبر نقل القسطل (الأنبوب) الكبير ووصله مع ما يسمى "الخط الإقليمي"، وهو عبارة عن أنابيب ضخمة تمتد عبر قرى الإسماعيلية والنجمة وصولًا إلى أراضي الرستن لتصب في نهر العاصي بعد معالجتها، وهو قائم فعليًا في الوقت الحالي، إلا أنه يحتاج لإعادة تأهيل ووصل في مدينة تلبيسة. لذا، الخطة الحالية هي إنشاء محطات "معالجة بالأعشاب" في نهاية الخط الإقليمي، لتمر منتجات الصرف الصحي بعملية تصفية طبيعية قبل تصريفها في نهر العاصي، ولن تعود البلدة بحاجة إلى نظام الضخ وستتحول إلى نظام إسالة متكامل.

وقال رئيس بلدية تلبيسة، عبد القادر شعبان، لعنب بلدي، إن البلدية وبالتعاون مع المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في حمص، وقعت اتفاقية مع منظمة "UN habitat" لتأهيل الخط الإقليمي ووصل شبكة مياه الصرف في تلبيسة بهذا الخط. ومن المفترض أن تباشر المنظمة عملها، لأن العقد تم توقيعه منذ ستة أشهر، ووعدت المنظمة أن تبدأ أعمال التأهيل في الشهر الحالي، وتصل تكلفة المشروع إلى نحو 230 ألف دولار، إلا أن المنظمة حتى الآن لم تبدأ العمل.

وقال مصدر في منظمة "UN habitat"، تحفظ على نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، لعنب بلدي، إن المشروع الآن في مرحلة فض العروض وإجراء الدراسة المالية والفنية لها. وأضاف المصدر أن مراحل سير العملية تستغرق وقتًا، وأن القرار النهائي يتم اتخاذه على مستوى مكتب المنظمة الإقليمي.

وأشارت سوزان العموري إلى أن المشروع سيستغرق ثلاثة أشهر بعد بدء المنظمة عمليات التنفيذ، وأنه حتى انتهاء المشروع لن يكون هناك أي حلول إسعافية سوى الاعتماد على الخطوط والشبكات المتهالكة نفسها. إلا أنه مع انتهاء تنفيذ المشروع، ستكون المشكلة حُلت بالكامل في القطاعين الغربي والشرقي بالقرية، بحسب العموري.

واكتفت المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في حمص بالقول لعنب بلدي، إنها تواصلت مع بلدية تلبيسة واستوضحت أسباب المشكلة، وإن الاتفاق تم مع منظمة "UN habitat"، إلا أن المنظمة حتى الآن لم تباشر العمل على المشروع.

مشاركة المقال: