الأربعاء, 19 نوفمبر 2025 12:44 PM

لماذا تعتبر الاستشارة ضرورة حتمية للمؤسسات في مواجهة التحديات الاقتصادية؟

لماذا تعتبر الاستشارة ضرورة حتمية للمؤسسات في مواجهة التحديات الاقتصادية؟

في عالم يشهد تحديات متزايدة تواجه الشركات والمؤسسات، تبرز أهمية الاستعانة بالمستشارين كخطوة حاسمة نحو تحقيق النجاح المستدام. يقدم المستشارون رؤى موضوعية وخبرات متخصصة تدعم اتخاذ قرارات استراتيجية مستنيرة. بفضل مهاراتهم وقدراتهم، يتمكنون من تشخيص المشكلات وتحليل الفرص والمخاطر بدقة، مما يعزز قدرة المؤسسات على التكيف والنمو في بيئات العمل المعقدة. إنهم يشكلون ركيزة أساسية لدعم استدامة المؤسسة ونجاحها.

خبير اقتصادي: الاستعانة بالمستشارين ضرورة استراتيجية وليست بديلاً عن الإدارة التنفيذية

أكد الدكتور عبد المعين مفتاح، الخبير والاستشاري في الإدارة والاقتصاد وإعادة هيكلة الشركات، في تصريح لـ”الحرية” أن الاستعانة بالمستشارين تمثل خطوة حيوية لا غنى عنها في عالم الأعمال الحديث. وأشار إلى أن الشركات والحكومات بحاجة ماسة إلى التوجيه الموضوعي والنصيحة المستقلة التي يقدمها المستشارون، لأنهم يوفرون رؤية من خارج المؤسسة تساعد على اتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة بعيداً عن التحيزات الداخلية.

وأوضح الدكتور مفتاح أن الاستعانة بالمستشارين ليست مجرد ترف إداري، بل هي جزء أساسي من عملية صنع القرار في المؤسسات الحديثة، قائلاً: “المستشار ليس مجرد موظف إضافي في الفريق، بل هو شريك استراتيجي يساعد الإدارة على رؤية الصورة الكاملة للمؤسسة، ويسهم في اتخاذ قرارات بناءة، بناءً على تحليل موضوعي بعيد عن الضغوط اليومية التي تواجهها الإدارة.”

المستشارون يقدمون خبرات متراكمة للمؤسسات

وأضاف الدكتور مفتاح أن المستشارين يمتلكون خبرات واسعة في قطاعات متعددة، مما يساعد المؤسسات على تجنب الأخطاء المكلفة. كما أن المستشار الجيد يأتي بمعرفة متراكمة من العمل مع مؤسسات مختلفة، مما يتيح له تقديم حلول مبتكرة مبنية على تجارب سابقة، وبالتالي توفير وقت الشركات وتكاليفها. هذه الخبرة تساعد المؤسسات على تجاوز العديد من التحديات دون الحاجة إلى تكرار التجارب.

وأوضح الخبير الاقتصادي أن دور المستشار يتعزز بشكل خاص عند اتخاذ القرارات الاستراتيجية الكبرى مثل التوسع أو الدخول في أسواق جديدة، مصرحاً: “في مثل هذه القرارات المهمة، يصبح المستشار بمثابة “رادار القرار”، حيث يسهم في تحليل الفرص والمخاطر ويقدم تقارير دقيقة تتيح للإدارة اتخاذ قرارات محوكمة وواعية.”

المستشار ليس بديلاً عن الإدارة

وأكد الدكتور مفتاح أن المستشار لا يمكن أن يكون بديلاً عن الإدارة التنفيذية، بل هو عامل مساعد يسهم في عملية اتخاذ القرار، ويعمل على تقديم المشورة والتوجيه، لكنه لا يتخذ مكان الفريق التنفيذي في إدارة العمليات اليومية. وظيفته هي مساعدة الإدارة في اتخاذ قرارات أفضل بناءً على تحليلات موضوعية، لكن التنفيذ يبقى من مسؤولية الإدارة.

خصائص المستشار الجيد

في معرض حديثه عن خصائص المستشار الجيد، صرح مفتاح قائلاً: “المستشار يجب أن يكون مستقلاً فكرياً ومالياً، وله خبرة عملية واسعة في مجاله. كما يجب أن يكون قادراً على تقديم حلول مبتكرة ولا يتأثر بالمصالح الشخصية أو العلاقات الداخلية في المؤسسة. فالمستشار الحقيقي لا يسعى إلى الشهرة أو الأضواء، بل يعمل بصمت وبعيداً عن التحيزات الشخصية لتحقيق مصلحة المؤسسة.”

وتابع: “المستشار الجيد يمكنه أن يدافع عن أفكار قد لا يتفق معها شخصياً إذا كانت تحقق مصلحة المؤسسة، لأنه يضع الصواب والمصلحة العامة قبل قناعاته الشخصية.”

الاستشارة صناعة قرار ناضج

وخلص الخبير الاقتصادي تصريحه بالتأكيد على أن الاستشارة هي عملية تهدف إلى صناعة قرار ناضج ومدروس، قائلاً: “الاستعانة بالمستشارين ليست مجرد بيع رأي أو تقديم مشورة عابرة، بل هي عملية معقدة تهدف إلى توفير قرارات استراتيجية.” اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: