الأحد, 16 نوفمبر 2025 04:24 PM

فيدان يكشف عن جهود تركية أمريكية مشتركة لتطبيق اتفاق دمشق بشأن "قسد"

فيدان يكشف عن جهود تركية أمريكية مشتركة لتطبيق اتفاق دمشق بشأن "قسد"

أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن قضية "وحدات حماية الشعب" (YPG) وحزب "العمال الكردستاني" (PKK) اللذين يستخدمان اسم "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، كانت من أبرز المواضيع التي تناولها مع المسؤولين الأمريكيين خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة. وأشار إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لتوقف المحادثات بين الحكومة السورية و"قسد" هو ميل الأخيرة للانحراف عن مسارها واستغلال الأزمات الإقليمية، مؤكدًا أن هذا لن يصب في مصلحتها.

وفي مقابلة مع قناة "AHABER" التركية، والتي بُثت يوم السبت 15 تشرين الثاني، شدد فيدان على أهمية استمرار الحوار بين الطرفين، منوهًا إلى توقفه عقب التدخل الإسرائيلي في الجنوب نتيجة لتطورات إقليمية. وأضاف "يجب المضي قدمًا في هذا الأمر ضمن وحدة فهم معينة"، معتبرًا أن انخراط المنظمة في النظام الأمريكي بذريعة محاربة تنظيم "الدولة" للحصول على مكاسب سياسية يجب أن ينتهي بطريقة تعود بالنفع على جميع الأطراف. وأوضح أن هناك مفاوضات ومحادثات جارية مع الأمريكيين لضمان الوصول إلى حل.

إبعاد التهديد الإسرائيلي

أكد وزير الخارجية التركي أن بلاده تعمل مع الأمريكيين لإبعاد التهديد الإسرائيلي عن سوريا، وضمان ألا تشكل سوريا تهديدًا لإسرائيل، مع احترام وحدة أراضي وسيادة كل طرف. وأضاف أن جزءًا من الأراضي السورية لا يزال تحت الاحتلال، ويجب أن ينتهي هذا الوضع، مع تجنب أي نهج يهدد بقية سوريا. وأشار فيدان إلى أهمية الدعم الأمريكي للاستقرار والازدهار في سوريا، منوهًا إلى وجود استفزاز إسرائيلي في جنوبي سوريا يستهدف الدروز.

خطوة بالغة الأهمية

وصف فيدان رفع اسم (الرئيس السوري) أحمد الشرع وأصدقائه من قائمة الأمم المتحدة للمنظمات الإرهابية بأنه "خطوة دبلوماسية بالغة الأهمية"، معربًا عن امتنانه لأعضاء مجلس الأمن الدولي. وأضاف أن مراعاة مصالح سوريا ووحدة أراضيها ورفاهية شعبها والسلام، ودفع قضاياها إلى الأمام مع دول المنطقة، هي خطوات في السياسة الخارجية لا يمكن أن تسعى إليها إلا دول مثل تركيا، "التي لديها تاريخ ثقافي استراتيجي طويل وعميق للقيام بذلك".

وأكد أن "جهود تركيا في سوريا، سواء من أجل الاستقرار أو عودة اللاجئين، وحصول الإدارة الجديدة على الشرعية الدولية، هي من أندر الجهود في التاريخ"، مضيفًا "لا شيء أكثر طبيعية من وجود تركيا هناك"، وأن معالجة هذه المشكلات ليس لمصلحة تركيا وحدها، بل للمنطقة بأسرها. وأشار إلى أن تركيا تسعى لتعزيز مصالحها مع الجميع.

اجتماع سوري- تركي- أمريكي

كشف وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن الاجتماع الثلاثي بين سوريا وتركيا وأمريكا، الذي عقد في البيت الأبيض في 10 تشرين الثاني الحالي، ركز على سبل رفع العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون "قيصر"، بهدف دعم الاقتصاد السوري. وأوضح أن الاجتماع الذي جمعه مع وزيري الخارجية السوري أسعد الشيباني، والأمريكي ماركو روبيو، ناقش رؤى الدول الثلاث وإمكانيات تعزيز التعاون المشترك.

وأضاف أن المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توم براك، يعمل بـ"كثافة" في الملف السوري، سواء فيما يتعلق بالعلاقات بين واشنطن ودمشق، أو القضايا المتصلة بجنوبي سوريا والحدود مع إسرائيل، أو المناطق الشمالية الحدودية مع تركيا، معتبرًا أن "وجود مثل هذا المبعوث النشط يمثل قيمة مهمة". وأشار إلى أن تركيا استضافت اجتماعًا مماثلًا في أنطاليا في أيار الماضي، وأن الاجتماع الأخير في واشنطن يعتبر استكمالًا لذلك الحوار.

وأكد أن التركيز ينصب حاليًا على رفع العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون "قيصر"، مشددًا على ضرورة أن تتبنى الإدارة الأمريكية موقف إلغاء قانون "قيصر"، وتوصي به للكونجرس، وأهمية لقاء الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، بعدد من أعضاء الكونجرس. وأوضح أن اللقاء تطرق أيضًا إلى الأوضاع في محافظة السويداء جنوبًا، وشمال شرقي سوريا، حيث توجد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مؤكدًا أهمية هذه المحادثات لبحث مستقبل تلك المناطق. وحذر من أن عدم معالجة المشكلات في هذه المناطق بدقة قد يعرض سوريا لخطر يمس سلامة أراضيها ووحدتها، معتبرًا أن الأمريكيين يدركون هذا الأمر. وأكد على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا، وصيانة سلامة الأرواح والممتلكات فيها، وعدم تعريض المكونات العرقية والدينية لأي ضغط.

مشاركة المقال: