حذر الإعلامي السوري فيصل القاسم من التداعيات المحتملة لسوء إدارة الوضع في الجنوب السوري، لافتاً إلى استياء الأردن من طريقة التعامل مع المنطقة. وأشار إلى أن الأردن افتتح معبراً جديداً مع درعا دمشق، في حين لم يتم فتح أي معبر مع السويداء، بالرغم من الازدحام الشديد للشاحنات التجارية على الأوتستراد الدولي يومياً، بينما تعتمد السويداء على المساعدات الإنسانية.
وأوضح القاسم أن الموقف الخليجي الحالي يدعم دمشق بصورة غير مسبوقة، ويرفض أي مساعٍ انفصالية تهدد وحدة سوريا. وأكد على حجم الدعم السياسي والاقتصادي والمالي والإعلامي الكبير الذي يستدعي إعادة تقييم إدارة الجنوب السوري.
كما حذر من أن خطاب التحريض ضد السوريين والعرب قد ترك آثاراً سلبية على النظرة العربية للجنوب السوري، داعياً إلى استهداف المتطرفين والمجرمين دون تعميم الاتهامات على جميع السوريين.
ورجح القاسم أن مشاركة نحو 150 ألف مغترب من أبناء السويداء في دول الخليج ساهمت في تجنب وقوع كارثة معيشية. وشدد على أن التصرف الحكيم يقتضي الإسراع في معالجة الأزمة وعدم الانسياق وراء التحريض الإعلامي والسياسي، مؤكداً أن المحرضين على هذا الانقسام هم ألد أعداء السويداء ويجب إيقافهم فوراً.
وفي رسالة موجهة إلى أهالي السويداء، أكد القاسم أن ملف المحافظة لم يتم طرحه إطلاقاً في الاجتماعات الأخيرة التي عقدت في واشنطن، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس السوري أحمد الشرع لم يتطرقا إلى موضوع السويداء بشكل مباشر أو غير مباشر. وأضاف أن النقاش في الكونغرس الأميركي حول الأقليات السورية لم يستغرق سوى 12 ثانية، بينما تركزت المباحثات على دعم الدولة السورية الجديدة والحفاظ على وحدة سوريا.
وتوقع القاسم أن تسارع "قسد" للاندماج ضمن مؤسسات الدولة السورية، وأن إسرائيل تسعى فقط لإبرام اتفاق أمني مع دمشق دون دعم أي شكل من أشكال الحكم الذاتي أو الانفصال. وأكد أن هذه الحقائق يجب أن تكون واضحة لأهالي السويداء لتجنب الانجرار وراء الأوهام الإعلامية والسياسية.