أعلنت النيابة العامة الفدرالية في ألمانيا عن اعتقال رجل يشتبه في قيامه بإنشاء موقع سري على شبكة "الدارك نت" بهدف التحريض على قتل سياسيين ومسؤولين ألمان، بالإضافة إلى جمع التبرعات لتنفيذ عمليات اغتيال ضدهم.
وبحسب مجلة "دير شبيغل"، تضمنت "قائمة الموت" التي نشرها المتهم أكثر من 20 شخصية عامة، من بينهم المستشار الألماني أولاف شولتس (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) والمستشارة السابقة أنغيلا ميركل (الحزب المسيحي الديمقراطي)، إضافة إلى وزراء ومسؤولين سابقين.
المتهم، ويدعى مارتن ش. (49 عاماً) ويحمل الجنسيتين الألمانية والبولندية، ألقي القبض عليه مساء الاثنين في مدينة دورتموند من قبل عناصر الشرطة الفدرالية (BKA) ووحدة النخبة الخاصة GSG 9، في عملية أمنية دقيقة جرت قرابة الساعة العاشرة ليلاً.
تتهمه النيابة العامة الفدرالية بجرائم تشمل تمويل الإرهاب، والتحريض على ارتكاب أعمال عنف تهدد الدولة، ونشر بيانات شخصية لأشخاص بهدف تعريضهم للخطر.
ووفقًا لنتائج التحقيق، كان المتهم يدير موقعًا على الدارك نت باسم "Assassination Politics" (سياسة الاغتيال)، حيث نشر بيانات شخصية لشخصيات سياسية وقضائية بارزة، إلى جانب محتويات يمينية متطرفة وعنصرية ونظريات مؤامرة، بعضها مرتبط بجائحة كورونا. كما عرض الموقع ما وصفه بـ"ملفات اتهام" و"أحكام إعدام" صورية ضد سياسيين وقضاة، ودعا إلى جمع تبرعات بعملة البتكوين لتمويل من ينفذ تلك الاغتيالات.
وتشير التحقيقات إلى أن المتهم نشر أيضًا دروسًا وتعليمات لصناعة المتفجرات.
وتفيد المعلومات بأن مارتن ش. كانت له علاقات سابقة بالحركات اليمينية المتطرفة، إذ شارك عام 2021 في مسيرة تأبينية للنازي السابق زيغفريد بورشارت المعروف بلقب "SS-Siggi". وكان قد حاول سابقًا العمل في مجال التكنولوجيا، حيث أسس شركة برمجيات صغيرة في براونشفايغ طورت تطبيقًا لحساب توقيت إشارات المرور الخضراء، إلا أن الشركة أفلست عام 2014.
وفي صفحته على LinkedIn، لم يخف المتهم مواقفه السياسية المتطرفة، إذ هاجم حكومة "إشارة المرور" الحالية، ووصف أوروبا بأنها "في طريقها للتحول إلى خلافة إسلامية"، وسخر من حملات التطعيم ضد كورونا، وشكك في ظاهرة التغير المناخي.
وتعود فكرة اسم الموقع "Assassination Politics" إلى مقال نشر في تسعينيات القرن الماضي للناشط الأمريكي جيم بيل، الذي دعا فيه لإنشاء منصة إلكترونية تمكن الناس من تمويل اغتيال مسؤولين حكوميين بشكل مجهول.
وجاءت عملية القبض بعد معلومات سرية قدمها جهاز الاستخبارات الداخلية (BfV)، ومن المقرر أن يعرض المتهم اليوم الثلاثاء أمام المحكمة الاتحادية في كارلسروه للنظر في إصدار مذكرة توقيف رسمية بحقه.