الخميس, 13 نوفمبر 2025 02:39 AM

التعليم الفلسطيني في خطر: تدهور الأوضاع في غزة والضفة يهدد مستقبل جيل بأكمله

التعليم الفلسطيني في خطر: تدهور الأوضاع في غزة والضفة يهدد مستقبل جيل بأكمله

القدس المحتلة-سانا: في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتصاعد الانتهاكات في الضفة الغربية، يواجه قطاع التعليم الفلسطيني تحديات خطيرة تهدد مستقبل آلاف الطلاب. القيود التي تفرضها قوات الاحتلال على العملية التعليمية، بالإضافة إلى تدمير المؤسسات التعليمية، بما في ذلك مدارس ومراكز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أدت إلى تراجع ملحوظ في فرص التعلم. هذا الوضع يضع جيلاً كاملاً أمام خطر فقدان حقه في التعليم الآمن والمستقر، وسط تحذيرات من منظمات دولية من انعكاسات كارثية محتملة على المجتمع الفلسطيني.

اليونيسف: السنة الثالثة بلا مدارس في غزة

في قطاع غزة، تسبب العدوان الإسرائيلي في تدمير واسع للبنية التحتية التعليمية. صرح إدوار بيغبيدير، المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لوكالة فرانس برس: "هذه هي السنة الثالثة بلا مدارس، وإذا لم نبدأ انتقالاً حقيقياً لجميع الأطفال في شباط، فسنصل إلى سنة رابعة، وعندها يمكننا الحديث عن جيل ضائع". وأشار بيغبيدير إلى أنه بعد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في تشرين الأول الماضي، تمكنت اليونيسف وشركاؤها من إعادة نحو سدس عدد الأطفال المفترض وجودهم في المدارس إلى أماكن تعليم مؤقتة. وأوضح أن 80 مدرسة من أصل 300 تحتاج إلى إعادة تأهيل، بينما دُمرت 142 مدرسة بالكامل، و38 مدرسة يتعذر الوصول إليها بسبب تمركز جيش الاحتلال فيها.

660 ألف طفل في غزة خارج المدارس لأكثر من عامين

أكدت "الأونروا" أن التعليم يمثل شريان الحياة لأطفال قطاع غزة الذين لم يعرفوا سوى الحرب والنزوح، وشددت على أن استعادة العملية التعليمية تشكل أولوية قصوى لإتاحة الفرصة أمام الأطفال للعودة إلى التعلم واللعب والحلم من جديد، مشيرة إلى أن أكثر من 660 ألف طفل في غزة خارج المدارس منذ أكثر من عامين. وأوضح سامي أبو هلال، مدير وحدة إدارة المشاريع في وزارة التربية والتعليم في غزة، أن الجهود مستمرة لإعادة تشغيل المدارس المتضررة جزئياً، إلا أن القيود المفروضة من قبل قوات الاحتلال على دخول المعدات التعليمية والوقود تعرقل هذه المساعي، وتؤثر على قدرة الوزارة في توفير بيئة تعليمية مناسبة. وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن تدهور البنية التحتية التعليمية والصحية يزيد من المخاطر النفسية والجسدية على الطلبة، ويؤثر سلباً على قدرتهم التعليمية، وخاصة في ظل محدودية الموارد الأساسية كالمياه والكهرباء والوقود.

تصاعد الاعتداءات في الضفة يهدد مستقبل الطلبة

في الضفة الغربية، وفي ظل تصاعد اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، يواجه قطاع التعليم أزمة متفاقمة تهدد مستقبل آلاف الطلبة. وقالت "الأونروا" في بيان: "على الرغم من انطلاق العام الدراسي، لا ننسى الأطفال الذين لا يستطيعون التعلم بسبب إغلاق ست مدارس تابعة لنا شرق القدس، وتأثير العمليات العسكرية واقتحام المدارس في شمال الضفة". وأدانت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية "الاعتداءات الإسرائيلية الشرسة على المدارس والكوادر التربوية في الضفة الغربية والقدس المحتلة"، معتبرة أنها جزء من عدوان استعماري يستهدف حق الطلبة في التعلم. ويرى مراقبون أن استمرار التدهور في قطاع التعليم الفلسطيني يشكّل تهديداً مباشراً لمستقبل جيل كامل، الأمر الذي يستدعي تدخلاً عاجلاً لضمان بيئة تعليمية آمنة ومستقرة تحفظ حق الطلبة في التعلم وتدعم صمود المجتمع الفلسطيني بأسره.

مشاركة المقال: