اختتمت فعاليات الملتقى الدولي للتطوير العقاري والهندسة والإنشاء والمقاولات (آيريكس 2025) في فندق البوابات السبع بدمشق، والذي أقيم برعاية وزارة الأشغال العامة والإسكان، وبمشاركة واسعة من الخبراء والمهندسين والمطورين العقاريين من سوريا وعدد من الدول العربية.
ركزت الجلسات الختامية على محاور متخصصة تناولت ملامح العمارة السورية المعاصرة، والتحديات التي تواجه الهوية العمرانية في ظل التطورات الحديثة، بالإضافة إلى مناقشة قضايا الاستدامة والتخطيط العمراني في مرحلة إعادة الإعمار.
كما ناقش الخبراء أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنية الـ BIM في تصميم وتنفيذ المباني، وتطبيق التوءمية الرقمية في البناء، والتي تعتبر مستقبل قطاع الإنشاء في سوريا والمنطقة.
وتم الإعلان خلال الملتقى عن قرب إطلاق الكود السوري الخاص بتقنية الـ BIM في ذكرى تحرير سوريا من النظام البائد، كخطوة استراتيجية نحو توحيد المعايير وتطوير الأداء الهندسي الوطني.
وفي تصريح خاص لـ سانا، أوضح المهندس خالد حمد المحروقي، الرئيس التنفيذي لشركة المراسي العمانية القابضة، أن المشاركة في الملتقى تهدف إلى تبادل الخبرات والأفكار، مشيراً إلى أهمية نقل التجارب الناجحة من سلطنة عمان في مجال الإسكان المستدام والتطوير العقاري، والتي تتشابه مع واقع التحول في سوريا نحو الإسكان المراعي للبيئة. واعتبر المحروقي أن السوق السوري واعد، ولكنه بحاجة إلى تشريعات وضمانات استثمارية وتسهيل الإجراءات الحكومية لجذب المستثمرين.
من جانبه، بين خميس سالم المزروعي، رئيس مكتب دولة الإمارات العربية المتحدة في الاتحاد العربي للاستثمار والتطوير العقاري، أن الملتقى يمثل منصة هامة لدعم المستثمرين الإماراتيين والعرب الراغبين في العمل بالسوق السوري، الذي وصفه بالواعد والغني بالفرص، لافتاً إلى أن الملتقى قدم معلومات قيمة حول البيئة الاستثمارية، ولكن هناك حاجة لاستكمال بعض القوانين والتشريعات التي تضمن حماية المستثمر والمطور العقاري.
أكدت المهندسة المعمارية الاستشارية لونا رجب، الخبيرة الدولية في ترميم المباني الأثرية وإعادة تأهيل المواقع التاريخية، أهمية الجلسة الحوارية التي تناولت قضايا العمارة والاستدامة والتخطيط الإقليمي العادل، مشددة على أن إعادة البناء في سوريا يجب أن تنطلق من رؤية متوازنة تراعي العدالة المكانية بين جميع المناطق. وأوضحت رجب أن سوريا تمتلك الخبرات اللازمة، حيث أثبت المهندسون والاستشاريون السوريون كفاءتهم العالية في مختلف مجالات العمل الهندسي والمعماري.
من جهته، أكد المحامي أحمد حمامي، مدير شركة ارتكاز للمحاماة والاستشارات القانونية، أهمية عقد مثل هذه الملتقيات التي تجمع المستثمرين الأجانب مع الشركات الوطنية وصناع القرار في سوريا، لما لها من دور في تعزيز فرص التعاون وبناء شراكات فاعلة خلال مرحلة إعادة الإعمار. وأشار حمامي إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب تحديثاً تشريعياً شاملاً يواكب متطلبات الاستثمار ويحقق التوازن بين مصالح الدولة والمستثمرين، مؤكداً أن القانون هو الأساس لتنظيم العلاقات بين الأطراف المختلفة.
وفي ختام أعمال الملتقى، تم الإعلان عن تحالف وشراكة استراتيجية بين مجموعة إيجاز الوطنية الكويتية ومجموعة دعائم الهندسية السورية، بهدف الاستثمار المشترك في مشاريع إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية باستخدام أحدث النظم والتقنيات العالمية، بما يعزز فرص النمو ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون العربي في مجالات البناء والتطوير العقاري.