الخميس, 13 نوفمبر 2025 02:53 AM

الجفاف يؤخر زراعة المحاصيل الشتوية في الحسكة وسط قلق المزارعين من ارتفاع التكاليف وشح البذور

الجفاف يؤخر زراعة المحاصيل الشتوية في الحسكة وسط قلق المزارعين من ارتفاع التكاليف وشح البذور

الحسكة-سانا: يواجه الموسم الزراعي الشتوي 2025/2026 في محافظة الحسكة تأخراً ملحوظاً في عمليات البذار والزراعة، خاصةً في الزراعات البعلية، بينما تقتصر الزراعة المروية على مساحات محدودة في مناطق متفرقة من المحافظة.

وينتظر فلاحو المحافظة هطول الأمطار لبدء زراعة القمح والشعير، حيث تبدأ عادةً زراعة محصول الشعير البعلي في مناطق جنوب المحافظة في منتصف تشرين الأول الماضي. إلا أن الفلاحين ما زالوا مترددين بسبب الخوف من استمرار انحباس الأمطار.

الظروف الجوية وارتفاع التكاليف

أوضح المزارع إبراهيم الجاسم أن الظروف الجوية الحالية غير مواتية للزراعة، على عكس المواسم السابقة التي شهدت زراعة مبكرة نتيجة هطول الأمطار في أوقاتها المناسبة، خاصةً في مناطق الاستقرار الزراعي الرابعة جنوب المحافظة. وأشار إلى أن ارتفاع تكاليف الأعمال الزراعية يمثل عبئاً إضافياً على المزارعين.

صعوبات في تأمين البذار الموثوقة

من جهته، قال الفلاح عبيد السليم من أهالي الريف الجنوبي: "لا يمكن البدء حالياً، ننتظر هطول الأمطار." وأشار إلى صعوبة تأمين البذار الموثوقة، حيث يتم شراؤها من السوق السوداء وقد تكون غير ملائمة أو ذات إنتاجية منخفضة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير. وأوضح أن عدداً قليلاً جداً من الفلاحين تمكن من تأمين البذار من الموسم الزراعي الماضي.

وحول أسعار البذار الخاصة بمحصولي القمح والشعير، أكد خليل دهام العامل في تجارة البذار أن مصدر البذار محلي ومعظمها من الموسم السابق، وقد جرت معالجتها لبيعها خلال الموسم الحالي. وأوضح أن الإقبال ضعيف حتى الآن والكميات المباعة قليلة، مع وجود حالات احتكار للبذار بهدف طرحها بعد الأمطار بأسعار مضاعفة.

وأوضح أن الأسعار الرائجة مرتفعة أصلاً، وقد تشهد زيادة كبيرة عقب هطول الأمطار، حيث يبلغ سعر طن القمح المعالج نحو 470 دولاراً، بينما يتراوح سعر طن الشعير بين 450 و500 دولار بحسب النوعية.

انحباس الأمطار أخّر الزراعة الشتوية

من جانبه، بيّن مدير زراعة الحسكة المهندس عز الدين الحسو أن سبب تأخر الزراعة الشتوية للمحاصيل الرئيسية هو انحباس الأمطار بشكل عام. وأشار إلى أن المساحات المزروعة خلال الموسم الحالي محصورة بالمحاصيل المروية، وهي محدودة جداً، وخاصة في المناطق الشمالية من المحافظة. وتوقع أنه سيكون هناك إقبال أكبر على الزراعة في حال هطول الأمطار، حيث لا يزال هناك وقت كافٍ لزراعة المحاصيل الاستراتيجية، كون مواعيد الزراعة تختلف من منطقة استقرار زراعي إلى أخرى.

إنجاز خطة مديرية الزراعة للموسم الشتوي

وبين أن المديرية أنجزت الخطة الزراعية للموسم الشتوي، وتم إرسالها إلى الوزارة بانتظار إقرارها. وتتضمن زراعة 148,500 هكتار قمح مروي و35,000 هكتار شعير مروي، بينما بلغت مساحات البقوليات 11,310 هكتارات، والمحاصيل العلفية 5,740 هكتارات، إضافة إلى 7,300 هكتارات من الخضار الشتوية.

ولفت إلى أن الخطة الزراعية للمحاصيل البعلية تتضمن زراعة 366,773 هكتار قمح و253,347 هكتار شعير بعلي، أما بالنسبة لمساحات الحمّص البعلي فبلغت 16,776 هكتاراً، والمحاصيل العلفية 35,561 هكتاراً، إضافة إلى 4,366 هكتارات من المحاصيل العطرية.

مشاركة المقال: