أعلن “أحمد جاسم الحسين”، رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا، عن إقالة رئيس تحرير جريدة “الأسبوع الأدبي”. وجاء هذا القرار بسبب منع رئيس التحرير من نشر مقال، وهو ما يتعارض مع مبادئ حرية الرأي والتعبير التي وصفها الحسين بأنها جوهر ثورة السوريين وقيمها.
وفي بيان صادر عنه، أوضح الحسين أن الإقالة تأتي «انطلاقاً من حرص الاتحاد على ترسيخ مسؤولية الكاتب الفردية تجاه ما يكتب، دون تدخل مسبق في تقييم المحتوى أو مصادرة الرأي». وأضاف أن هذا يشمل الحالات التي يكون فيها ضعف في المعلومة، أو دخول في سجالات، أو نقل مغلوط للوقائع، أو حتى محاولة التغطية على مخالفات أخلاقية أو مالية.
أكد الاتحاد أنه ألغى الرقابة المسبقة على المواد المنشورة بهدف تعزيز قيم الحرية والمسؤولية، وترك للسلطة القضائية المختصة البتّ في أي تجاوزات محتملة تتعلق بالإساءة أو التجنّي أو مخالفة القوانين النافذة أو النظام الداخلي للاتحاد.
يذكر أن جريدة “الأسبوع الأدبي” هي أسبوعية تهتم بشؤون الأدب والفكر والفن، وتصدر عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق.
لاقت هذه الخطوة ترحيباً كبيراً بين المثقفين والكتّاب الذين اعتبروها تحولاً رمزياً بعد عقود من الرقابة، ووصفوها بأنها “إشارة إيجابية في طريق طويل لاستعادة الكلمة حريتها”.
ويرى كتّاب ومثقفون أن أهمية هذه الخطوة تكمن في رمزيتها ضمن المشهد الثقافي السوري الجديد، حيث تمثل أول موقف رسمي من داخل مؤسسة أدبية ضد ممارسة المنع والوصاية على النص. فبعد عقود كان فيها “اتحاد الكتّاب العرب” مرادفاً للرقابة والاصطفاف السياسي، تأتي هذه الإشارة لتعيد تعريف العلاقة بين الكاتب والمؤسسة، وهي علاقة قائمة على الثقة لا على الإشراف، وعلى الحرية لا على الإذن.
في بلد عانى طويلاً من تكميم الأفواه تحت ذرائع “المصلحة العامة” و”الخطوط الحمراء”، بدا القرار كمحاولة لتصحيح البوصلة الأخلاقية والثقافية، وفتح الباب أمام مرحلة يُفترض أن يكون فيها اتحاد الكتّاب صوتاً للكاتب، لا الرقيب عليه.