الأربعاء, 12 نوفمبر 2025 05:06 PM

الجزائر وفرنسا: حذر في التقارب ومطبات تعرقل طريق التفاهم

الجزائر وفرنسا: حذر في التقارب ومطبات تعرقل طريق التفاهم

تشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية تحركات حذرة نحو تجاوز الخلافات، حيث أبدت أطراف من كلا البلدين، خلال الأسابيع الأخيرة، رغبة في إصلاح العلاقات المتوترة بين باريس والجزائر.

وبحسب تقارير إعلامية، قوبلت محاولات التهدئة وإعادة العلاقات إلى طبيعتها بترحيب من السلطات الجزائرية، مما يعكس إرادة مشتركة لتسوية الأزمة الدبلوماسية.

وفي خطوة تهدف إلى إعادة قنوات الاتصال، يستعد وزير الداخلية الفرنسي لوران نوينز لزيارة الجزائر، وذلك قبل الشروع في معالجة الملفات العالقة بين البلدين.

إلا أن بعض التصريحات الصادرة عن وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، قد تعرقل جهود ترميم العلاقات، حيث طالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن الكاتب الجزائري – الفرنسي بوعلام صنصال والصحافي الفرنسي كريستوف غليز، المسجونين في الجزائر.

ويرى المحلل السياسي محمد هدير أن العلاقات الجزائرية الفرنسية تمر بمرحلة حساسة تتطلب واقعية سياسية وحساً استراتيجياً، مؤكداً أن ربط أي تقدم في العلاقات بملفات فردية لا يخدم الثقة المتبادلة، ويثير تساؤلات حول استعداد فرنسا لتبني مقاربة جديدة قائمة على الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر.

وأوضح هدير لـ"النهار" أن السلطات الجزائرية منفتحة على أي مبادرة صادقة تهدف إلى تطوير العلاقات في إطار المصالح المشتركة والرؤية المتوازنة، مع تمسكها بمبدأ السيادة الوطنية ورفض أي مقاربة انتقائية، معتبراً أن المستقبل سيحدد مسار العلاقات الثنائية، وأن الجزائر شريك أساسي في محيطها الإقليمي، وتفضل بناء علاقات قائمة على الاحترام والتوازن لا على الشروط المسبقة.

من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر عبد الوهاب بن خليف لـ"النهار" أن باريس تحاول لي ذراع الجزائر من خلال فرض شروط تعجيزية لإصلاح العلاقات، مشيراً إلى أن الجزائر اعتمدت سياسة خارجية تقوم على الشراكة بعيداً عن التبعية.

ويرى بن خليف أن المصالح الدائمة هي التي تحكم العلاقات الدولية، وأن عودة العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى سابق عهدها يخدم الدولتين، وأن مصلحة الجزائر تقتضي علاقات طبيعية ومستقرة مع فرنسا، بشرط ألا يكون ذلك على حساب المصالح الجزائرية، مؤكداً أن الضرورة الجيوسياسية تفرض على البلدين تطبيع العلاقات، بالإضافة إلى عوامل التقارب الكثيرة بينهما.

وأوضح أن العلاقات الدولية تغيرت، وأن العديد من الدول تتعامل مع الجزائر باحترام، وهو ما يفرض على باريس أن تسلك نفس النهج في علاقتها مع مستعمرتها السابقة، بعيداً عن الأيديولوجيا والإملاءات السياسية والثقافية، متوقعاً تحسن العلاقات مستقبلاً في إطار الشراكة المتبادلة.

مشاركة المقال: