الثلاثاء, 11 نوفمبر 2025 09:02 PM

سوريا تترقب: الكحل العربي و"البشت" الرجالي في طريقهما إلى قائمة اليونسكو للتراث اللامادي

سوريا تترقب: الكحل العربي و"البشت" الرجالي في طريقهما إلى قائمة اليونسكو للتراث اللامادي

تترقب سوريا في مطلع كانون الأول القادم إعلان نتائج إدراج عنصري الكحل العربي والعباءة الرجالية "البشت" على قوائم التراث اللامادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). سيتم ذلك خلال اجتماعات الدورة الـ 20 للجنة الحكومية لصون التراث اللامادي، المقرر انعقادها في نيودلهي بالهند.

تقود سوريا ملف الكحل العربي بمشاركة تسع دول عربية، بينما تشارك في ملف "البشت" بقيادة دولة قطر ودول عربية أخرى.

أوضحت المهندسة المعمارية رولا عقيلي، مديرة مديرية التراث اللامادي، في حديث لـ سانا أن إدراج هذين الملفين سيرفع عدد العناصر السورية المسجلة على قوائم اليونسكو إلى 9 عناصر. وأشارت إلى أن سوريا تمتلك حالياً 7 عناصر مدرجة على القوائم الدولية، وهي: صابون الغار الحلبي، والزجاج المنفوخ يدوياً، والقدود الحلبية، وصناعة العود والعزف عليه، والوردة الشامية، وخيال الظل (كراكوز وعواظ)، وعنصر الصقارة.

وبيّنت عقيلي أن عنصري خيال الظل والزجاج المنفوخ يدوياً مسجلان على قائمة الصون العاجل، نظراً لتعرضهما لخطر الاندثار. وأكدت أن إدراج هذه العناصر يساهم في تثبيت حضور سوريا على الخريطة الثقافية العالمية، ويؤكد أحقيتها التاريخية بهذه المكونات التراثية.

أكدت عقيلي أن التوثيق الوطني يشكل الأساس لأي ترشيح لليونسكو، موضحة أن المديرية أطلقت مؤخراً مشروع جرد وتوثيق التراث اللامادي في محافظة إدلب. تم تدريب 10 باحثين ميدانيين من كوادر مديرية الثقافة في إدلب على أسس التوثيق، وهم يعملون حالياً على جمع ألف استمارة تشمل الممارسات والعادات والحرف في أربع مناطق من المحافظة.

وأضافت عقيلي أن هذا المشروع يأتي استكمالاً لمشروعات سابقة نُفذت في طرطوس، وحلب، وحمص، وحماة، مبينة أن خطة العمل المقبلة تشمل توثيق التراث اللامادي في القنيطرة، في إطار الجهود الوطنية لحصر التراث اللامادي السوري على امتداد الجغرافيا.

وأشارت عقيلي إلى أن لدى سوريا ملفات جديدة قيد التحضير بالتعاون مع دول عربية، منها صناعة الفخار بقيادة الأردن، وأقنية الري التقليدية مع سلطنة عمان، والألعاب الشعبية الذهنية على الرقعة مع الجزائر، ضمن الإجراءات المعتمدة في إعداد الملفات التي تشمل الإجابة عن استمارات، وتوثيقاً مصوراً، وموافقات من المجتمعات المحلية.

بينت عقيلي أن عمل المديرية يرتكز على محورين رئيسيين، هما التوثيق والترويج، مشيرة إلى أن الترويج يتم عبر المهرجانات والأنشطة الثقافية والنشر في مجلة التراث الفصلية وسلسلة كتيبات جمع وحفظ التراث، كما تجري حالياً إعادة طباعة كتاب "الأزياء الشعبية في سوريا" للمؤلف حسن حمامي الصادر عام 1970 بنسخة منقحة، في إطار إحياء المراجع التراثية السورية.

أشارت عقيلي إلى أن المديرية نظمت مؤخراً مجموعة من الفعاليات المرافقة للاحتفال باليوم العالمي للتراث اللامادي، تضمنت معرضاً وورشة تدريبية لحرفة الفسيفساء الحجرية في المتحف الوطني بدمشق، وسلسلة محاضرات حول هذه الحرفة، إلى جانب دورة تدريبية لتعليم التطريز للنساء في مدينة القطيفة، وأكدت أن هذه الأنشطة تأتي ضمن خطة عمل مستمرة للحفاظ على التراث السوري المادي واللامادي بوصفه جزءاً أصيلاً من الهوية الوطنية.

مشاركة المقال: