الإثنين, 10 نوفمبر 2025 08:44 PM

إضراب الكرامة: معلمو الأتارب يواصلون احتجاجهم بسبب تدني الرواتب وتدهور الأوضاع المعيشية

إضراب الكرامة: معلمو الأتارب يواصلون احتجاجهم بسبب تدني الرواتب وتدهور الأوضاع المعيشية

يواصل معلمو إدلب وريف حلب الغربي منذ أيام إضرابًا مفتوحًا أطلق عليه المعلمون اسم "إضراب الكرامة"، وذلك احتجاجًا على تدني الأجور وتدهور الأوضاع المعيشية، بالإضافة إلى ضعف الدعم المقدم للقطاع التربوي. ويؤكد المعلمون أن هذا الإضراب جاء بعد سنوات من الصبر والمعاناة، ومحاولات متكررة للمطالبة بحقوقهم دون أي استجابة تذكر.

في مدينة الأتارب، أعلن الكادر التعليمي في عدد من المدارس توقفهم الكامل عن العمل، مؤكدين أن هذه الخطوة تأتي كرسالة سلمية، ومعللين الأسباب بأن الوضع التعليمي والمعيشي لم يعد يُحتمل. وصرّح مصطفى عبيد، مدير مدرسة بنين الأتارب، بأن إضراب المعلمين جاء بسبب ضعف الحالة المعيشية للعاملين في القطاع التربوي، مطالبًا بتصحيح الوضع الوظيفي للعاملين في القطاع التعليمي، مؤكدًا أن المعاناة مستمرة منذ سنوات. كما طالب بتوفير الأدوات الأساسية لإكمال العملية التعليمية من كتب ومستلزمات دراسية، مشيرًا إلى افتقار المدارس إلى أدوات الصيانة والقرطاسية، وهو ما ينعكس سلبًا على سير العملية التربوية.

من جهته، أكد هلال مطر، مدير ثانوية الأتارب للبنين، أن المعلمين لم يلجأوا إلى الإضراب إلا بعد استنفاد جميع الوسائل الممكنة، موضحًا أن الإضراب جاء نتيجة لتراكم سنوات من الإهمال وتدني مستوى المعيشة. وأضاف: "لسنا سعداء بإغلاق المدارس، فهؤلاء الطلاب أبناؤنا وإخوتنا، لكن لم يعد أمامنا خيار آخر"، مشددًا على أن المعلمين في حالة ألم، وليسوا في راحة، ومطالبًا الجهات الرسمية باتخاذ قرارات جادة لزيادة الرواتب بشكل يليق بكرامة المعلم ويضمن استمرارية التعليم.

بدورها، تحدثت ديمة المحمد، معلمة اللغة العربية في ثانوية الأتارب، عن واقع المعلمين الصعب، وأكدت أن الإضراب ليس ترفًا، بل دفاع عن الكرامة، موضحة أن المعلم يعيش تحت ضغط اقتصادي خانق. وأضافت أنه بعد سنوات التهجير، كانوا يدرسون تطوعًا، واليوم، رغم التحرير، ما زال المعلم يعيش معاناة يومية. وأوضحت أن راتب المعلم يتراوح ما بين 130 و150 دولارًا، وهو مبلغ لا يكفي لتأمين الحد الأدنى من المعيشة، مؤكدة أن المعلمين لا يطالبون برفاهية، بل براتب يكفي لتأمين احتياجاتهم الأساسية.

يحذر مراقبون من أن استمرار الإضراب قد يؤدي إلى شلل شبه كامل في العملية التعليمية في معظم مناطق الشمال السوري، مع اتساع رقعة المشاركة يومًا بعد يوم. ويطالب المعلمون والناشطون التربويون الجهات المعنية والمنظمات الداعمة بالتحرك العاجل لإنصاف الكوادر التعليمية، وضمان استمرارية التعليم في المناطق المحررة.

يبقى "إضراب الكرامة" صرخة حقيقية في وجه الواقع الاقتصادي القاسي، ورسالة واضحة مفادها أن النهوض بالتعليم يبدأ من دعم المعلم، ومنحه المكانة والعيش الكريم الذي يستحقه، لأنه حجر الأساس في بناء المستقبل.

مشاركة المقال: