السبت, 8 نوفمبر 2025 12:36 PM

الصداع النصفي: تعرف على 6 أعراض مفاجئة تتجاوز ألم الرأس

الصداع النصفي: تعرف على 6 أعراض مفاجئة تتجاوز ألم الرأس

الصداع النصفي هو اضطراب عصبي شائع يصيب حوالي 40 مليون شخص في الولايات المتحدة، وفقًا لتقرير حديث في مجلة «تايم». وعلى الرغم من انتشاره، إلا أنه غالبًا ما يكون صعب التشخيص، وقد يستغرق تحديدُه بدقة أكثر من عشر سنوات بسبب اختلاف الأعراض بين المرضى.

يقول الدكتور حميد حمدي، رئيس «عيادة الصداع» في مركز UTHealth Houston Neurosciences في ولاية تكساس، إن الكثيرين يعتبرون الصداع النصفي مجرد متلازمة صداع، لكنه في الواقع حالة معقدة تشمل أعراضًا أخرى غالبًا ما يجهلها الناس. ويضيف أن حتى أطباء الأعصاب قد لا ينسبون جميع الأعراض إلى الصداع النصفي قبل استبعاد أمراض خطيرة مثل الجلطات.

جمعت مجلة «تايم» آراء عدد من الأطباء لتسليط الضوء على ستة أعراض غير متوقعة للصداع النصفي لا ترتبط بالصداع نفسه:

  1. اشتهاء الطعام قبل النوبة: يدخل بعض المرضى في مرحلة «البادرة» قبل يومين أو ثلاثة من ظهور الصداع، حيث تظهر تغيرات في المزاج والطاقة والتركيز والنوم، ومن أبرز علاماتها اشتهاء أطعمة معينة مثل الشوكولاتة أو الأطعمة المالحة. ويوضح الدكتور حمدي أن الرغبة في تناول الشوكولاتة هي جزء من المرحلة التمهيدية للنوبة.
  2. اضطرابات في الرؤية: يعاني حوالي 20% من المصابين من «الهالة البصرية»، وهي تغيرات مؤقتة في الرؤية تشمل ظهور خطوط متعرجة أو بقع لامعة أو فقدان مؤقت للبصر. ويفسر الدكتور توماس برافو، مدير «مركز الصداع» في جامعة لوما ليندا بكاليفورنيا، أن السبب هو موجة من النشاط الكهربائي والكيميائي التي تعبر الدماغ، وتزول عادة خلال 20 إلى 60 دقيقة.
  3. صعوبة في الكلام: قد يواجه بعض المرضى حبسة كلامية مؤقتة تمنعهم من التعبير أو تكوين جمل مفهومة أثناء النوبة، وهي حالة قد تشبه أعراض السكتة الدماغية. ويشير برافو إلى أن هذه الحالات تظهر كثيرًا في غرف الطوارئ، وغالبًا ما يتم إجراء فحوصات لاستبعاد الجلطات قبل تأكيد أن السبب هو الصداع النصفي.
  4. حساسية مفرطة للحواس: ترافق نوبات الصداع النصفي حساسية مفرطة للضوء أو الأصوات أو الروائح. ويوضح برافو أن هذه الحساسية قد تتراوح بين انزعاج خفيف وألم فعلي. ويضيف الدكتور براين غيرهاردستاين من «معهد JFK للأعصاب» أن بعض المرضى يعانون من الألودينيا اللمسية، أي الحساسية المفرطة حتى للمس الخفيف.
  5. تغيرات حركية: هناك نوع نادر يسمى «الصداع النصفي الشللي النصفي» يسبب ضعفًا أو شللاً مؤقتًا في جهة واحدة من الجسم. ويوضح غيرهاردستاين أن عضلات الوجه أو الذراع أو الساق قد تضعف أثناء النوبة ثم تعود لطبيعتها، لكنها تشبه السكتة الدماغية، ما يستدعي تشخيصًا سريعًا.
  6. ألم بطني وغثيان: بعض المرضى يصابون بما يعرف بـ«الصداع النصفي البطني»، الذي يسبب آلامًا شديدة في المعدة وغثياناً وقيئاً متكرراً، أحياناً من دون وجود صداع فعلي. ويعتقد أن السبب هو اضطراب في محور الأمعاء–الدماغ، وهو ما يجعل هذه الحالة أكثر شيوعاً بين الأطفال ويصعب تشخيصها بدقة.

تؤكد مجلة «تايم» أن أسباب الصداع النصفي متعددة، وتشمل العوامل الوراثية والهرمونية والكيميائية العصبية. والنساء أكثر عرضة للإصابة بثلاث إلى أربع مرات من الرجال، ما يرجح دور هرمون الإستروجين. كما تلعب اختلالات في السيروتونين والدوبامين والغلوتمات دوراً رئيسياً في تحفيز النوبات.

يحذر الأطباء من أن الصداع النصفي قد يتفاقم بمرور الوقت إذا لم يُدار بشكل جيد أو في ظل أنماط حياة تتسم بقلة النوم والتوتر المزمن. وتشمل الخيارات الحديثة للعلاج الأدوية الموجهة وأجهزة التحفيز العصبي، إضافةً إلى الأدوية الوقائية للمرضى الذين يعانون نوبات متكررة أسبوعياً أو أكثر.

الخلاصة: الصداع النصفي ليس مجرد ألم في الرأس، بل اضطراب عصبي معقد يمكن أن يؤثر في الحواس والحركة والجهاز الهضمي. والوعي بالأعراض غير التقليدية يساعد على التشخيص المبكر والعلاج الفعال، ما يمنح المرضى فرصة لحياة أكثر راحة وجودة.

مشاركة المقال: