الخميس, 6 نوفمبر 2025 08:55 PM

قاعدة أمريكية في دمشق: هل تمهد لاتفاق سوري إسرائيلي برعاية واشنطن؟

قاعدة أمريكية في دمشق: هل تمهد لاتفاق سوري إسرائيلي برعاية واشنطن؟

كشفت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" عن بدء الولايات المتحدة بإنشاء قاعدة جوية في دمشق، في خطوة تهدف إلى تسهيل اتفاق أمني توسط فيه واشنطن بين سوريا وإسرائيل. يأتي هذا التحرك ضمن استراتيجية إعادة التموضع بعد سقوط نظام بشار الأسد العام الماضي.

أوضحت المصادر، التي شملت مسؤولين غربيين ومسؤولاً في وزارة الدفاع السورية، أن هذه الخطط، التي لم يُعلن عنها سابقًا، تمثل تحولًا في العلاقات السورية الأمريكية بعد تولي الرئيس أحمد الشرع الحكم وابتعاد دمشق عن محور طهران. تقع القاعدة في منطقة تعتبر بوابة الجنوب السوري، حيث يُتوقع إقامة منطقة منزوعة السلاح كجزء من اتفاق عدم اعتداء بين سوريا وإسرائيل، يجري التفاوض عليه برعاية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

أكدت "رويترز" أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) كثفت استعداداتها في القاعدة خلال الشهرين الماضيين، عبر طلعات استطلاع جوية لتقييم جاهزية المدرج لاستقبال الطائرات العسكرية. ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري سوري أن المباحثات التقنية بين الجانبين تركزت على استخدام القاعدة لأغراض لوجستية ورقابية وإنسانية، مع احتفاظ سوريا بسيادتها الكاملة على المنشأة.

أشار أحد عناصر الأمن في مدخل القاعدة إلى هبوط طائرات نقل أمريكية من طراز C-130 مؤخرًا ضمن "اختبارات تشغيلية"، دون تحديد موعد وصول الطواقم الأمريكية بشكل رسمي. تتزامن هذه الخطوة مع احتفاظ الولايات المتحدة بوجود عسكري شمال شرق سوريا لدعم "قوات سوريا الديمقراطية" في محاربة تنظيم الدولة (داعش)، بعد تخفيض عدد قواتها هناك إلى نحو ألف جندي في نيسان الماضي.

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد صرح سابقًا بأن أي وجود عسكري أجنبي في سوريا يجب أن يتم ضمن اتفاق رسمي مع الدولة السورية، وهو ما يبدو أنه يتحقق حاليًا عبر المفاوضات الجارية بشأن القاعدة الجديدة.

في السياق ذاته، كشفت "رويترز" أن خطة إنشاء الوجود الأمريكي في دمشق نوقشت خلال زيارة قائد القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) الأدميرال براد كوبر إلى دمشق في 12 أيلول/سبتمبر الماضي، حيث التقى مع المبعوث الأمريكي توماس باراك والرئيس الشرع، وبحثوا التعاون في مكافحة الإرهاب وترسيخ الاستقرار الإقليمي.

من المتوقع أن يشهد الأسابيع المقبلة لقاءً رسميًا في واشنطن بين الرئيسين ترامب والشرع لبحث الاتفاق الأمني المرتقب بين سوريا وإسرائيل، وسط مؤشرات على أن واشنطن تمارس ضغوطًا على دمشق لإنجاز الاتفاق قبل نهاية العام الجاري.

وبحسب خبراء تحدثت إليهم الوكالة، فإن القاعدة الجديدة ستكون جزءًا من إطار أوسع لإعادة بناء الترتيبات الأمنية في الشرق الأوسط، مع احتمال انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون العسكري بين دمشق وواشنطن.

مشاركة المقال: