أعلن وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى أن دمشق ليست مستعدة حاليًا لبدء عملية ترسيم الحدود مع بيروت، وذلك على الرغم من التقدم الملحوظ في الاتصالات الثنائية بين البلدين.
وفي مقابلة مع تلفزيون لبنان، أوضح منسى أن الاستعدادات جارية حاليًا لتوقيع اتفاق قضائي ثنائي بين لبنان وسوريا، معتبرًا ذلك خطوة أولية ضرورية نحو ترسيم الحدود. وأشار إلى أن هذه العملية تتطلب مزيدًا من الوقت والجهد السياسي والدبلوماسي.
كما لفت وزير الدفاع اللبناني إلى وجود غرفة عمليات مشتركة بين البلدين تهدف إلى معالجة الإشكالات الميدانية ومنع أي تصعيد على الحدود. وتعمل هذه الغرفة على تنسيق لقاءات مباشرة بين الوزراء المعنيين من كلا الجانبين بهدف تسريع إيجاد حلول للمشاكل العالقة.
يأتي هذا التصريح بعد ما قاله وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، الذي وصف ملف ترسيم الحدود بأنه "معقد بطبيعته". وأكد رجي أن إنجاز هذا الملف يتطلب تشكيل لجنة تقنية مشتركة ودراسة متأنية للوثائق التاريخية الفرنسية التي تم إحالتها إلى الجهات المختصة.
يذكر أن الحدود السورية اللبنانية قد شهدت توترات محدودة في شهر مارس/آذار الماضي، تبعتها اجتماعات أمنية في السعودية بمشاركة وزراء دفاع من كلا البلدين. وقد أسفرت هذه الاجتماعات عن اتفاق لتعزيز التعاون الأمني ومراقبة المعابر غير الشرعية.
ويعتبر الملف الحدودي بين سوريا ولبنان من أعقد الملفات في المنطقة، حيث يمتد على طول حوالي 375 كيلومترًا عبر تضاريس جبلية معقدة. وتظل مزارع شبعا والقموعة والعديسة من أبرز المناطق المتنازع عليها والتي تنتظر حلولًا نهائية.