الأحد, 2 نوفمبر 2025 09:52 AM

الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يزور أمريكا لتوقيع اتفاقية الانضمام إلى التحالف الدولي ومطالبة برفع العقوبات

الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع يزور أمريكا لتوقيع اتفاقية الانضمام إلى التحالف الدولي ومطالبة برفع العقوبات

أعلن المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، عن زيارة مرتقبة للرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، إلى واشنطن في العاشر من تشرين الثاني. وأشار براك إلى أن الشرع سيجتمع بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في البيت الأبيض، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها لرئيس سوري وزيارة تاريخية نحو إعادة بناء العلاقات الأمريكية السورية، وذلك حسب تصريحاته لموقع "أكسيوس" في الأول من تشرين الأول.

من المتوقع أن يوقع الرئيس الشرع خلال الزيارة على اتفاقية انضمام سوريا إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، بقيادة الولايات المتحدة. ويقوم التحالف بشن ضربات ضد أهداف يقول إنها تابعة لتنظيم "الدولة" أو فصائل مصنفة إرهابيًا، وذلك بالتعاون مع أجهزة الأمن السورية، دون إعلان رسمي سوري حتى الآن.

كما توقع براك عقد جولة خامسة من المفاوضات المباشرة بين إسرائيل وسوريا بوساطة أمريكية، بعد زيارة الشرع لواشنطن، بهدف التوصل إلى اتفاق أمني على الحدود بين البلدين بحلول نهاية عام 2025.

بدوره، صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بأن إدارة الرئيس ترامب تدعم إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر، من خلال مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني قيد المناقشة في الكونجرس. وأكد المتحدث أن الولايات المتحدة على تواصل مستمر مع شركائها في المنطقة، وترحب بأي استثمار أو مشاركة في سوريا تدعم بناء دولة يسودها السلام والازدهار، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز" في 31 تشرين الأول الماضي.

في سياق متصل، طالبت مجموعة من المنظمات السورية الأمريكية الكونجرس الأمريكي بالموافقة على إلغاء قانون "قيصر" بشكل كامل ودائم وغير مشروط، والذي أقره مجلس الشيوخ مؤخرًا برعاية السيناتورة جين شاهين والسيناتور راند بول. وحثت المنظمات على تضمين إلغاء القانون في التقرير النهائي للجنة المؤتمر الخاصة بقانون تفويض وزارة الدفاع للسنة المالية 2026، ودعت مجلس النواب إلى إقراره في النسخة النهائية من التشريع.

وأشارت المنظمات في مذكرة نشرها عضو المجلس السوري الأمريكي، محمد غانم، في 31 تشرين الأول الماضي، إلى أن قانون قيصر كان يهدف إلى الضغط على "نظام متوحش" لم يعد موجودًا، وأن استمرار العقوبات يضر بالشعب السوري والمصالح الاستراتيجية والسياسية والتجارية للولايات المتحدة. وأكدت المذكرة أن كبار المسؤولين الأمريكيين يشاركون المنظمات هذا الرأي، مشيرة إلى دعوة المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس براك، الكونجرس إلى إلغاء القانون لمواكبة الواقع وتجاوز الماضي. كما نوه براك إلى مناشدة 26 من كبار رجال الدين المسيحيين في سوريا للكونجرس لإنهاء العقوبات، محذرين من أن استمرارها أصبح أحد الأسباب الرئيسية لانكماش الوجود المسيحي في البلاد.

خلال زيارته إلى نيويورك، ركز الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، على المطالبة برفع العقوبات المفروضة على سوريا، سواء في إطلالاته الإعلامية أو خلال كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80 التي بدأت أعمالها في 22 أيلول. وأكد الشرع في كلمته في 24 أيلول الماضي أن سوريا استعادت علاقاتها الدولية وأنشأت شراكات إقليمية وعالمية بنشاط دبلوماسي "مكثف"، توج برفع معظم العقوبات تدريجيًا عن سوريا، مطالبًا برفع العقوبات بشكل كامل حتى لا تكون أداة لتكبيل الشعب السوري ومصادرة حريته من جديد.

وفيما يتعلق بإسرائيل، أكد الرئيس الشرع أن الجولان أرض سورية، وأن سوريا تسعى لاستعادتها من خلال المفاوضات واتفاقيات السلام، أو أي شيء يضمن حق سوريا في هذه الأرض التي لا يزال المجتمع الدولي يعترف بها كأرض سورية. ونشرت شبكة "CBS" الأمريكية في 15 تشرين الأول الماضي المقابلة الكاملة التي أجرتها مع الرئيس السوري، ضمن برنامج "60 دقيقة"، والتي صُورت في 21 أيلول الماضي، وتناول خلالها الشرع العلاقات السورية الإسرائيلية، ومسار المفاوضات الجارية، وموقف دمشق من الاعتداءات المتكررة على أراضيها.

وأضاف الشرع أن إسرائيل يجب أن تعود عن أي نقطة تقدمت إليها بعد 8 كانون الأول 2024، معتبرًا أن ذلك هو "الوضع الطبيعي"، وأن سوريا "لم تقم بأي استفزازات تجاه إسرائيل منذ وصول الحكومة الحالية إلى دمشق"، بل أعلنت بوضوح أنها "لن تكون منصة لتهديد أي دولة مجاورة، بما في ذلك إسرائيل".

ورغم ذلك، نفذت إسرائيل أكثر من ألف غارة على الأراضي السورية منذ سقوط النظام السابق، واستهدفت "مواقع عسكرية وأمنية ومدنيين"، إلى جانب "أكثر من 400 عملية توغل واعتقال داخل سوريا"، واصفًا هذه الاعتداءات بأنها "تسببت باضطراب كبير في البلاد". وأشار الشرع إلى أن إسرائيل قصفت القصر الجمهوري مرتين، معتبرًا أن "قصف القصر ليس رسالة سياسية، بل إعلان حرب"، متسائلًا: "ماذا لو قُصفت الحديقة الخلفية للبيت الأبيض؟ ألن تدخل أمريكا في حرب لـ20 سنة؟".

ويرى الشرع أن إسرائيل تحاول جرّ سوريا إلى حالة من الصراع عبر "استفزازات متكررة تعتمد على القوة العسكرية"، معتبرًا أن هذه السياسة "خاطئة وتشكل تهديدًا للاستقرار الإقليمي"، وأن استمرارها قد يدفع حلفاء الولايات المتحدة إلى "البحث عن خيارات بديلة بسبب المخاطر التي تخلقها التصرفات الإسرائيلية في المنطقة".

قانون "قيصر" هو مشروع قانون أقره مجلس النواب الأمريكي في 15 تشرين الثاني 2016، ووقّع عليه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 21 كانون الأول 2019. وينص القانون على معاقبة كل من يقدم الدعم للنظام السوري السابق، ويلزم رئيس الولايات المتحدة بفرض عقوبات على الدول الحليفة للأسد المخلوع. ويشمل القانون كل من يقدم الدعم العسكري والمالي والتقني للنظام السابق، من الشركات والأشخاص والدول، حتى روسيا وإيران، ويستهدف كل من يقدم المعونات الخاصة بإعادة الإعمار في سوريا.

وتعود تسميته باسم قانون "قيصر" إلى الضابط السوري المنشق عن النظام، فريد المذهان، والذي سرّب 55 ألف صورة لـ11 ألف معتقل عام 2014، قُتلوا تحت التعذيب، أكد مكتب التحقيق الفيدرالي (FBI) صحتها، وأثارت الرأي العام العالمي حينها، وعُرضت في مجلس الشيوخ الأمريكي.

مشاركة المقال: