الجمعة, 31 أكتوبر 2025 12:12 AM

جمعية "المرأة الذكية" في طرطوس: نموذج رائد في التنمية المجتمعية وتمكين المرأة

جمعية "المرأة الذكية" في طرطوس: نموذج رائد في التنمية المجتمعية وتمكين المرأة

منذ تأسيسها في عام 2005، انطلقت جمعية "المرأة الذكية" في طرطوس، ساعية بإصرار إلى إحداث تغيير ملموس في حياة النساء والأسر المحتاجة. بفضل جهود مجموعة من المتطوعات، أصبحت الجمعية نموذجاً رائداً في العمل الأهلي والإنتاجي والخيري، لتصبح واحدة من أبرز الجمعيات الفاعلة في محافظة طرطوس.

رئيسة جمعية "المرأة الذكية" في طرطوس، رلى أمون، أوضحت في حديث لـ"الحرية" أن الهدف الأساسي للجمعية منذ بدايتها هو توفير فرص عمل للنساء العاطلات وتأهيلهن مهنياً، مما يتيح لهن الحصول على دخل مستقل يضمن لهن حياة كريمة. كما تعمل الجمعية على مساعدة ربات البيوت في مختلف الأعمال الحياتية والموسمية، وتنظيم معارض مهنية للنساء الراغبات في عرض منتجاتهن.

وأضافت أن الجمعية تولي اهتماماً خاصاً ببرامج التدريب المهني المستمر، مثل دورات الحلاقة النسائية والخياطة والطهي بالتعاون مع عدة جهات داعمة، لتشجيع النساء على البدء بمشاريع صغيرة تعود عليهن بالدخل والاستقرار.

لم يقتصر عمل الجمعية على دعم المرأة فحسب، بل تبنت رؤية شاملة لبناء الإنسان من النواحي التعليمية والمهنية والنفسية والاجتماعية، معتبرة أن تمكين المرأة هو الخطوة الأولى نحو بناء مجتمع متكامل ومتوازن. وتسعى الجمعية من خلال نشاطاتها إلى تحقيق التكافل الاجتماعي عبر برامج الرعاية الصحية والاجتماعية، وتقديم الخدمات العلاجية والتثقيفية للفئات المحتاجة من أطفال وشباب ومسنين.

أكدت أمون أن الجمعية كانت حاضرة في كل الأزمات التي مرت بها البلاد، من الزلازل إلى الحرائق، إذ نفذت حملات إغاثية عاجلة للمتضررين في محافظتي طرطوس واللاذقية، بقيمة تجاوزت 135 مليون ليرة سورية، وتضمنت مبالغ مالية وسلالاً غذائية وصحية وأدوية، إضافة إلى وجود فريق طبي متكامل من الأطباء والممرضين. وسددت القروض المتعثرة لعدد من أسر ذوي الاحتياجات الخاصة، وقدمت الكراسي والمستلزمات الطبية لهم، وجهزت صفاً خاصاً للإعاقة السمعية في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، ووزعت حليب الأطفال للأسر الفقيرة، وشاركت في مبادرة كسوة الشتاء والاستجابة لمتضرري الحرائق، بقيمة مساعدات إجمالية مقدمة في عام 2023 أكثر من 418 مليون ليرة سورية.

نفذت الجمعية خلال السنوات الماضية سلسلة من المشاريع بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة، كمشروع التأهيل المهني لليافعين واليافعات بالتعاون مع اليونيسف، مهنياً ومعرفياً، ومشروع إعادة تدوير النفايات الصلبة مع UNDP، الذي وفر أكثر من 400 فرصة عمل وساهم في تحسين الوضع البيئي في المحافظة، والمشروع الطبي مع اليونيسف لتقديم الرعاية الصحية للأطفال والنساء، وبرامج الدعم التغذوي للنساء الحوامل والأطفال المتسربين من المدارس بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي (WFP)، موضحةً أن هذه المشاريع استفاد منها الآلاف من السيدات والأطفال.

تولي الجمعية التعليم اهتماماً خاصاً، إذ افتتحت صفوف محو الأمية في مراكز الإيواء بالتعاون مع مديرية التربية والثقافة، وكرمت الطلاب المتفوقين في الشهادة الثانوية بالتنسيق مع مديرية التربية، إضافة إلى مشاركتها في البازارات والأسواق الخيرية التي يعود ريعها للأسر الأشد هشاشة في المجتمع.

أكدت أمون في الختام أن الجمعية ستواصل رسالتها في تمكين المرأة ودعم أبناء المجتمع لتساهم في التنمية المستدامة في المجتمع السوري.

(اخبار سوريا الوطن 2-الحرية)

مشاركة المقال: