حذّر تقرير حديث صادر عن مجلة فورين بوليسي الأميركية من التداعيات الوخيمة لخفض المساعدات الأمريكية المخصصة للاجئين السوريين في لبنان. وأكد التقرير أن آلاف العائلات السورية اللاجئة في لبنان تعيش ظروفاً إنسانية مزرية داخل المخيمات، حيث تفتقر هذه المخيمات إلى أبسط مقومات الحياة الأساسية.
وأشار التقرير إلى أن الأطفال اللاجئين يواجهون خطر البرد والجوع، بالإضافة إلى غياب فرص التعليم. وأوضح أن التخفيضات الأخيرة في ميزانية المساعدات الخارجية الأميركية قد قلّصت بشكل كبير من قدرة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على تقديم الدعم الإنساني الضروري.
ونتيجة لذلك، يشهد اللاجئون السوريون تدهوراً متزايداً في أوضاعهم المعيشية، ويجدون أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مر: إما البقاء في مخيمات غير صالحة للسكن، أو العودة إلى سوريا في ظل ظروف أمنية ومعيشية غير مستقرة.
ويأتي هذا التقليص في المساعدات في وقت يشهد فيه لبنان تزايداً في الاحتياجات الإنسانية، وذلك بالتزامن مع تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد. وحذّر التقرير من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى أزمة إنسانية أوسع نطاقاً تتجاوز حدود لبنان.
ويتوقع مراقبون أن تثير هذه التحذيرات ضغوطاً جديدة على الإدارة الأميركية، بهدف دفعها إلى إعادة النظر في سياسات المساعدات الخارجية، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع معدلات الفقر بين اللاجئين السوريين.