أعلنت الولايات المتحدة الأميركية عن تقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى الجنوب السوري، وذلك على الرغم من تراجع حدة الأعمال القتالية في المنطقة. وأكدت الولايات المتحدة أن الوضع الأمني ما زال غير مستقر، مما يحد من حركة الإمدادات ويؤثر على سلامة المدنيين، ويعيق عودة نحو 187 ألف نازح إلى منازلهم.
وأوضح البيان الصادر عن الخارجية الأميركية أن هذه المساعدات تهدف إلى تلبية احتياجات العائلات النازحة المقيمة في الملاجئ والمجتمعات المضيفة، بالإضافة إلى التخفيف من أثر الانقطاع المستمر في سلاسل الإمداد التي تغذي الأسواق المحلية.
وفي ختام بيانها، دعت واشنطن الدول الشريكة إلى تقديم مساعدات منقذة للحياة للشعب السوري، معتبرةً أن دعم جهود الإغاثة الإنسانية يمثل "خطوة أساسية نحو تحقيق سلام واستقرار دائمين في الشرق الأوسط".
من جانبها، حذّرت الأمم المتحدة، عبر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، من استمرار تدهور الوضع الإنساني في الجنوب السوري، ولا سيما في محافظة السويداء، على الرغم من انخفاض وتيرة المعارك منذ تموز الماضي. وأشارت الأمم المتحدة إلى أنها نفذت 19 مهمة إنسانية إلى المنطقة، بينها 12 مهمة إلى السويداء و5 مهمات إلى درعا، وذلك لتقييم احتياجات السكان المتضررين.
وبيّن المكتب أن الوضع الأمني المتقلب يعرقل وصول المساعدات ويقيد حماية المدنيين، وسط نقص حاد في المياه والكهرباء والإمدادات الطبية. وحذر من أن خطة الاستجابة الإنسانية في سوريا، البالغة 3.2 مليار دولار، لم تُموّل سوى بنسبة 18% فقط، مما يهدد قدرة المنظمات على تلبية الاحتياجات العاجلة.
ويأتي هذا التطور في ظل استمرار آثار أحداث السويداء التي اندلعت في تموز الماضي على خلفية اشتباكات محلية وأعمال انتقامية، قبل أن تتوصل الحكومة السورية وإسرائيل إلى اتفاق بوساطة أميركية يقضي بوقف العمليات العسكرية.