الإثنين, 27 أكتوبر 2025 08:08 PM

العراق وسيطًا لإذابة الجليد: مساعٍ لإعادة العلاقات بين إيران وسوريا

العراق وسيطًا لإذابة الجليد: مساعٍ لإعادة العلاقات بين إيران وسوريا

كشف موقع "ذا نيو ريجن" الأميركي، نقلًا عن مصادر سياسية، عن دور عراقي خفيّ يهدف إلى ترميم العلاقات بين إيران وسوريا بعد المرحلة التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد وتولي الحكومة الجديدة السلطة في دمشق. وأشار الموقع، في تقرير له يوم الأحد 26 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى أن بغداد تلعب دورًا محوريًا في مساعدة دمشق وطهران لتجاوز حالة "البرود الاستراتيجي" التي تشوب علاقتهما.

وفي هذا السياق، يسعى العراق لتقديم نفسه كوسيط يعمل من وراء الستار لإعادة بناء الثقة بين الحليفين السابقين. ووفقًا لمصادر في بغداد، يعتزم العراق استغلال موقعه الجغرافي وعلاقاته القوية مع إيران من أجل "هندسة نوع جديد" من المصالحة والتقارب بين طهران ودمشق.

وأفادت مصادر سياسية في بغداد لموقع "ذا نيو ريجن" بأن الأشهر الأخيرة شهدت سلسلة من التحركات الدبلوماسية الهادئة بين العراق وسوريا، بمشاركة غير معلنة من جانب إيران. وشملت هذه التحركات زيارات سرية لوفود رسمية عراقية، تضم ممثلين عن جهاز الاستخبارات ووزارة الخارجية، إلى دمشق، حيث التقت بمسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية السورية. وتركزت المحادثات حول إعادة فتح قنوات الاتصال بين طهران ودمشق.

وجاءت هذه اللقاءات، التي لم يُعلن عنها رسميًا، بعد جولات من المشاورات بين سوريا وروسيا، والتي كشفت الخلافات القائمة بين دمشق وطهران حول مستقبل الدور العسكري والاقتصادي لإيران في سوريا. وذكرت المصادر أن طهران طلبت من بغداد أن تقوم بدور الوسيط لاستئناف المفاوضات مع دمشق، بهدف إعادة حضورها الرسمي في سوريا وضمان مصالحها الاقتصادية والعسكرية القديمة هناك.

وقال مصدر مطلع: "إن بغداد تلعب دورًا مزدوجًا في هذا الملف؛ فمن جهة تقدم تقييمها لطهران حول موقف الحكومة السورية من المصالحة، ومن جهة أخرى تقدم لدمشق مقترحات عملية لإقامة تعاون اقتصادي وأمني تدريجي مقابل تقليص التدخل المباشر لإيران".

وأكد أستاذ العلوم السياسية العراقي، خليفة التميمي، لموقع "ذا نيو ريجن" أن العراق يتمتع بموقع فريد يؤهله للوساطة بين طهران ودمشق، وقد أثبت خلال السنوات الأخيرة قدرته على إدارة ملفات إقليمية حساسة. وأضاف التميمي أن طهران، على الأرجح، تتجنب في الوقت الراهن القيام بأي خطوات علنية في هذا الاتجاه؛ لتفادي ردود الفعل من التيارات المتشددة داخلها، التي لا تزال تشكّ في نوايا الحكومة السورية الجديدة.

ورغم التوترات الحالية، أعرب التميمي عن اعتقاده بأن حالة الجمود السياسي بين طهران ودمشق لن تستمر طويلاً، لأن المصالح المشتركة بين الطرفين قوية بما يكفي لتذويب الجليد في العلاقات.

(iranintl)

مشاركة المقال: