الإثنين, 27 أكتوبر 2025 03:44 PM

بريطانيا تكشف عن شبكة ذكاء اصطناعي متطورة لتعقب الغواصات الروسية في الأطلسي

بريطانيا تكشف عن شبكة ذكاء اصطناعي متطورة لتعقب الغواصات الروسية في الأطلسي

أعلنت المملكة المتحدة عن خطوات جديدة لتعزيز قدراتها في مكافحة الغواصات في شمال المحيط الأطلسي وبحر الشمال، بهدف تتبع الغواصات الروسية ومنعها من التحرك بحرية في المياه الاستراتيجية. تعتمد البحرية الملكية على دمج الأساليب التقليدية لمكافحة الغواصات مع تقنيات مبتكرة تشمل أنظمة غير مأهولة وأجهزة استشعار متخصصة، وفقًا لتقرير نشرته مجلة The National Interest.

في منتصف هذا الشهر، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن مناقصة لتوريد أنظمة غير مأهولة تعتمد على تحليل البيانات ومصممة خصيصًا لمهام الحرب ضد الغواصات. وتعد هذه الخطوة الأولى في خطة لندن لإنشاء شبكة واسعة لمكافحة الغواصات تغطي أجزاء كبيرة من شمال الأطلسي وبحر الشمال. تسعى الحكومة إلى استخدام قدرات الذكاء الاصطناعي لتسريع عمليات الكشف والاستهداف، مما يجعل هذه المناطق "عصية على الاختراق" بالنسبة للغواصات الروسية.

تركز الخطة بشكل خاص على إغلاق الفجوة المعروفة باسم "جيوك" (GIUK) - وهي الممر الذي يربط بين غرينلاند وآيسلندا والمملكة المتحدة - باعتبارها ممرًا استراتيجيًا لدخول السفن إلى المحيط الأطلسي من الشمال. بالإضافة إلى الأنظمة السطحية ومجموعة من المنصات غير المأهولة وأنظمة الاستشعار تحت الماء، تعتزم البحرية الملكية نشر أسطول من فرقاطات Type 26 المتخصصة في الحرب ضد الغواصات لتسيير دوريات في المنطقة.

تشير الإحصائيات إلى أن الأسطول الروسي يمتلك حوالي 64 غواصة متنوعة، بما في ذلك الغواصات الاستراتيجية المزودة بصواريخ باليستية بالإضافة إلى الغواصات الهجومية التي تعمل بالطاقة النووية أو بالديزل والكهرباء. يأتي هذا الانتشار كجزء من عملية أوسع تسمى "الحصن الأطلسي" (Atlantic Bastion) بقيادة البحرية الملكية البريطانية.

ظهر اسم عملية "الحصن الأطلسي" لأول مرة في التقارير الدفاعية والتحليلات التي نشرت في حزيران/يونيو الماضي، كجزء من مراجعة الدفاع الاستراتيجية للمملكة المتحدة التي تناولت خطط تعزيز القدرات المضادة للغواصات وتأمين شمال الأطلسي وبحر الشمال لصالح بريطانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ردًا على تنامي قدرات الأسطول الروسي الحديث. ووفقًا لتقرير The National Interest، تصف وزارة الدفاع البريطانية العملية بأنها تعتمد على شبكة شاملة متعددة الطبقات من أجهزة الاستشعار - تعمل فوق سطح الماء وتحته - لتشكيل مقاربة متكاملة متعددة المجالات، يتم تنفيذها بالتعاون مع سلاح الجو الملكي والقيادة الاستراتيجية ومكتب المسح الهيدروغرافي وحلف الناتو وشركاء من القطاع الخاص.

يذكر المسؤولون والخبراء أن هذه المبادرة تذكر بجهود سابقة للبحرية البريطانية لاحتواء الأساطيل المعادية، وخاصة الحصار البحري الذي فرضته المملكة المتحدة ضد الأسطول الألماني خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية. امتد الحصار آنذاك من اسكتلندا إلى النرويج، ومن اسكتلندا إلى آيسلندا وغرينلاند، بهدف حماية السفن التجارية وسفن الإمداد. نجحت هذه التجربة في احتواء السفن الحربية الرئيسية، لكنها لم تكن بنفس الفعالية ضد الغواصات.

تهدف عملية "الحصن الأطلسي" اليوم إلى إعادة صياغة هذا النهج من خلال بناء "حصار" حديث متعدد الطبقات، يمنع الأسطول الروسي - وخاصة غواصاته - من اختراق شبكة الدفاع البحري البريطانية وحلفائها، ويضمن سيطرة أكبر على الممرات البحرية الحيوية في شمال الأطلسي وبحر الشمال.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: