الأحد, 26 أكتوبر 2025 11:27 PM

خسائر مزارعي طرطوس: صندوق الكوارث يحصي أضرار "التنين البحري" ويحدد شروط التعويض

خسائر مزارعي طرطوس: صندوق الكوارث يحصي أضرار "التنين البحري" ويحدد شروط التعويض

عنب بلدي – شعبان شاميه

تسببت ظاهرة "التنين البحري" التي ضربت مدينة بانياس في محافظة طرطوس في 12 تشرين الأول الحالي، بأضرار كبيرة لحقت بعشرات البيوت البلاستيكية، مما أدى إلى خسائر فادحة للمزارعين في ضواحي المدينة والقرى المحيطة مثل الزللو وطيرو وحريصون. لحسن الحظ، لم تسجل أي إصابات بشرية، واقتصرت الأضرار على الجانب المادي، الأمر الذي أثار تساؤلات حول آلية تعويض المزارعين المتضررين من قبل الجهات الحكومية والشروط اللازمة للحصول على هذه التعويضات.

أوضحت رئيسة صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية في مديرية زراعة محافظة طرطوس، نسرين رحال، في حديث لعنب بلدي، أن التقييمات الأولية تشير إلى تضرر 97 بيتًا بلاستيكيًا، مشيرة إلى أن عملية حصر الأضرار من قبل الفنيين لا تزال جارية. وأضافت رحال أنه يجري العمل حاليًا على تشكيل لجان فنية تتناسب مع التغييرات في الهياكل الإدارية الجديدة، وفي انتظار تشكيل هذه اللجان، يقوم فنيون من دائرة صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية ودائرة زراعة بانياس والإرشاديات بحصر الأضرار التي لحقت بالمزارعين.

شروط الحصول على التعويضات

أكدت رئيسة دائرة صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية في طرطوس لعنب بلدي، على ضرورة استيفاء المتضررين لشروط معينة لاستحقاق التعويض، أهمها أن تكون الأضرار التي تعرضوا لها ذات طابع كارثي، أي ناتجة عن حادث طبيعي لا يمكن منعه أو تفاديه، وأن يتجاوز نطاق تأثيرها 5% من إجمالي المساحة المزروعة أو من المساحة المزروعة بنفس المحصول المتضرر في الوحدة الإدارية المعتمدة أو القرية أو المزرعة، حسب الحالة.

وأضافت رحال أنه في حالة "التنين البحري"، يتم تخفيض نسبة المساحة المتضررة إلى 1%، مع اشتراط أن يزيد حجم الضرر على 50% من الإنتاج المتوقع في كامل المساحة المزروعة.

وفقًا لرئيس مركز التنبؤ في المديرية العامة للأرصاد الجوية، التابعة لوزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، فإن ظاهرة "الشاهقة المائية" أو "التنين البحري" هي ظاهرة مناخية معروفة، إلا أن تكرارها وحدتها قد ازداد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة نتيجة للتغير المناخي العالمي الذي أثر على معظم الظواهر الجوية.

وتوقع الراصد الجوي جعفر يوسف، في حديث لعنب بلدي، زيادة وتيرة حدوث ظاهرة "التنين البحري" خلال شتاء عام 2026، مشيرًا إلى أننا "سنشهد حالات شاذة بالنسبة للأمطار تسبب سيولًا ورياحًا شديدة وشواهق مائية".

مشتملات التعويضات

أوضحت نسرين رحال أن التعويض يقتصر على الإنتاج الزراعي المفقود فقط، ولا يشمل تعويض أصول الإنتاج مثل الحديد والنايلون في حالة البيوت المحمية، مشيرة إلى أن الصندوق لا يعوض عن الأضرار الناجمة عن الحرائق، كونها تعتبر غير طبيعية وبفعل فاعل.

كما أكدت على ضرورة امتلاك المزارع المتضرر لتنظيم زراعي أو كشف حسي قبل تاريخ وقوع الضرر، بالإضافة إلى إرفاق ملف مصور (صور أو فيديو) يوثق الأضرار.

آلية عمل جديدة للصندوق

كشفت رحال عن دمج صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية ضمن مديرية الدعم الزراعي، مشيرة إلى أنه يجري العمل على وضع آلية جديدة تتناسب مع التغييرات في الهياكل الإدارية، مع الاستفادة من آلية عمل الصندوق، مع الأخذ في الاعتبار مساعدة الفلاحين "بشكل يسمح لهم بالاستمرار في العمل الزراعي وتخفيف عبء الأضرار التي تلحق بهم نتيجة الكوارث الطبيعية".

يعاني مزارعو البيوت المحمية في الساحل السوري من تحديات متعددة، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الإنتاج (نايلون، بذور، أسمدة)، وتضرر المحاصيل بسبب الظروف الجوية القاسية مثل الصقيع والأعاصير، وصعوبة تأمين الكهرباء اللازمة للتدفئة والري، بالإضافة إلى عدم الحصول على دعم حكومي كاف أو تعويضات منطقية عن الخسائر، فضلاً عن منافسة البضائع المستوردة التي أدت إلى انخفاض الأسعار وضعف الجدوى الاقتصادية.

تشهد مناطق في ريف بانياس وقرى حريصون والقلوع والخراب ويحمور وسهل عكار سنويًا عواصف بحرية وهوائية شديدة تلحق خسائر بالمزارعين نظرًا لطبيعتها السهلية المكشوفة على البحر، وسط مطالبات قديمة بإنشاء مصدات هوائية (كأشجار السرو والصنوبر) كأبسط الحلول وأقلها تكلفة، إلا أنها لم تلقَ استجابة من الجهات المعنية.

مشاركة المقال: