الأحد, 26 أكتوبر 2025 04:29 PM

سوريا تعود إلى خريطة الإنترنت العالمية: اتفاقية لإنزال أول كابل بحري دولي في طرطوس

سوريا تعود إلى خريطة الإنترنت العالمية: اتفاقية لإنزال أول كابل بحري دولي في طرطوس

وقعت الشركة السورية للاتصالات اتفاقية تاريخية يوم السبت 25 تشرين الأول، لإنزال أول كابل بحري دولي يربط سوريا بشبكة الاتصالات العالمية، وذلك بالتعاون مع شركة "ميدوسا" الإسبانية التي تتخذ من برشلونة مقرًا لها.

تم توقيع اتفاقية "ربط القارات" في محافظة طرطوس برعاية وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل، وممثل شركة "ميدوسا"، نورمان البي، إضافة إلى مسؤولين من محافظتي اللاذقية وطرطوس.

قام الوزير هيكل بتفقد موقع إنزال الكابل البحري في منطقة شاطئ الأحلام بطرطوس، استعدادًا لبدء تنفيذ الاتفاقية.

من المتوقع أن يتم إنجاز المشروع على مراحل، على أن يكتمل بحلول عام 2027، مع تغطية خدماته لمختلف المحافظات السورية، حسب ما أفاد مراسل عنب بلدي في طرطوس.

تأتي هذه الخطوة في إطار جهود حكومية لإعادة بناء وتطوير قطاع الاتصالات، الذي تضرر بشدة جراء سنوات الحرب والعقوبات، خاصة خدمات الإنترنت.

تعاني سوريا منذ أكثر من عقد من ضعف خدمات الشبكة، مما يدفع العديد من المستخدمين إلى الاعتماد على الإنترنت عبر الهواتف المحمولة، بأسعار مرتفعة وجودة منخفضة.

أكد وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل، في كلمته الافتتاحية، أن هذا المشروع يتجاوز كونه بنية تحتية رقمية، فهو رسالة للعالم بأن سوريا عادت لتكون جسرًا بين القارات، بين أوروبا وآسيا، ورمزًا للتعاون والانفتاح، وبداية تحول استراتيجي في موقعها على خارطة الإنترنت العالمية.

أوضح الوزير هيكل أن توقيع هذه الاتفاقية مع شركة "ميدوسا" ليس حدثًا منفصلًا، بل هو خطوة متكاملة ضمن رؤية وطنية شاملة في قطاع الاتصالات، وتحديدًا من خلال مشروع "سيلك لينك" (وصلة الحرير).

وأضاف هيكل أن طرطوس ستتحول إلى محطة عالمية مفتوحة لإمداد الكابلات، مؤكدًا أن سوريا لا تسعى لبناء جدار رقمي، بل لفتح الأبواب للانفتاح والتواصل والتبادل.

وصف وزير الاتصالات توقيع هذه الاتفاقية بأنه تأسيس لـ"طريق حرير رقمي جديد" يجعل من سوريا أسرع وأقصر وأأمن لمد البيانات بين آسيا وأوروبا، مضيفًا أنه كما حمل طريق الحرير القديم تجارة العالم، سيحمل طريق الحرير الجديد معرفة العالم وبياناته وتجارته الإلكترونية وصحته الرقمية وغيرها.

ما "وصلة الحرير"؟

مشروع "سيلك لينك" (وصلة الحرير) يحول سوريا والأردن والسعودية إلى ممر للكابلات، بحيث تكون سوريا هي المدخل من أوروبا، والخليج هو المخرج إلى آسيا.

بالإضافة إلى زيادة سرعة الإنترنت، فإن هذا المشروع يشجع شركات كبرى مثل "جوجل" على توطين مخدماتها في سوريا، لتكون مقرًا لمراكز البيانات العالمية، وتوفير "كاشنغ" إقليميًا وحوسبة سحابية، وغيرها من الخدمات التي تحتاجها شركات الإنترنت الكبرى، وسط مساعٍ لجعل أغلب استخدام الإنترنت الداخلي من مخدمات محلية، مما يغير تجربة المستخدم بالكامل.

يوفر "سيلك لينك" بنية تحتية جديدة للألياف الضوئية العابرة لسوريا بسرعة إجمالية تصل إلى 100 تيرابت/ثانية، ضمن خطة لتقديم أفضل جودة إنترنت داخل سوريا، وتحويل سوريا إلى مركز رقمي إقليمي لنقل البيانات والاتصال الدولي.

يمتد المشروع على مسافة تقديرية 4500 كيلومترًا من الألياف الضوئية تشمل الربط الكامل بين المدن الرئيسة دمشق وحلب، مع مراكز تحويل في تدمر، وفي المنطقتين الجنوبية والشرقية، بالإضافة إلى محطة إنزال للكابلات البحرية في طرطوس.

يتضمن المشروع تفعيل نقاط اتصال إقليمية مع الدول المجاورة العراق والأردن ولبنان وتركيا.

سيوفر "سيلك لينك" مسارًا بريًا جديدًا يربط أوروبا بآسيا، ويشكل مسارًا رديفًا للمسارات الحالية المزدحمة، مما يساعد في منح سرعة أعلى للاتصالات الدولية، وتجنب الانقطاعات في حال تعطل الكابلات القائمة، مثلما حدث مؤخرًا في كابلات البحر الأحمر.

تقع سوريا في قائمة الدول الخمس الأخيرة فيما يتعلق بإنترنت الهاتف النقال، والمرتبة 227 من أصل 229 في أحد مؤشرات الإنترنت فائقة السرعة "برودباند".

ترتبط سوريا بالشبكة العالمية عبر كابلات من مصر وقبرص ولبنان، وهي بحكم الموقع الجغرافي على البحر المتوسط، قد تكون نقطة عالمية للكابلات البحرية، إذ يربط المتوسط أوروبا بآسيا وأفريقيا، وفي الوقت نفسه تجاور سوريا الأردن والعراق جارتي الخليج، وتركيا جارة أوروبا.

مشاركة المقال: