حذرت السلطات المحلية والجمعيات المعنية في لبنان من انتشار فيروس قاتل يصيب حيوانات "ابن آوى" البرية، مؤكدة على خطورة انتقال العدوى بين الحيوانات وتأثير ذلك على أعدادها واستقرار النظام البيئي.
يعتبر حيوان "ابن آوى"، المعروف محلياً باسم "الواوي" في لبنان وبلاد الشام، من الحيوانات المنتشرة بكثرة في البرية اللبنانية، وهو من فصيلة الكلبيات ويتغذى على الحيوانات النافقة، ويقضي نهاره مختبئاً في الكهوف والحفر.
أفادت "الجمعية اللبنانية للحياة البرية" في تقرير لها يوم الجمعة بأنه "منذ ثلاثة أسابيع، يتم رصد حالات مرضية في حيوانات ابن آوى في لبنان، تظهر عليها أعراض مثل عدم القدرة على المشي، والاقتراب المفاجئ من البشر، وصعوبة الحركة".
وأوضحت الجمعية أن هذا المرض ناتج عن الإصابة بفيروس "ديستامبر" (سلّ الكلاب)، الذي يسبب مشاكل عصبية وتشنجات ونوبات صرع، ويؤدي في النهاية إلى نفوق الحيوان.
وحذرت الجمعية، التي تعنى بعلاج الحيوانات البرية المريضة وإعادة إطلاقها إلى بيئتها الطبيعية في أسرع وقت ممكن، من "انخفاض كبير في أعداد حيوانات ابن آوى، مما يشكل خطراً على التوازن البيئي".
وأشارت إلى أن "الفيروس لا ينتقل إلى الإنسان ولا يشكل خطراً عليه، ولكنه قد ينتقل إلى الحيوانات الأخرى، سواء كانت برية أو أليفة، وهو مرض لا علاج له". ودعت الجمعية إلى "التعاون بين السلطات البيئية والمحلية للوقاية من انتشار الفيروس".
من جهته، أعلن رئيس بلدية ضهر الصوان في قضاء المتن، مروان بو فرح، أن "البلدية تتابع بقلق بالغ ما تم رصده مؤخراً من حالات مرضية خطيرة تصيب الحيوانات البرية، وخاصة حيوان ابن آوى، ضمن نطاق البلدة والمناطق المحيطة بها".
وأضاف بو فرح في بيان أنه "تم تسجيل حالات نفوق يشتبه في أنها ناجمة عن مرض فتاك قد يشكل خطراً بيئياً وصحياً في حال عدم معالجته ومتابعته علمياً".
ودعت البلدية السكان إلى "تلقيح الكلاب والقطط ضد داء الكلب والأمراض المشتركة، وعدم ترك الحيوانات الأليفة طليقة في الأحراج والأماكن المفتوحة ليلاً، وعدم إطعام الحيوانات البرية بشكل مباشر منعاً للاختلاط".
الأناضول