الأربعاء, 22 أكتوبر 2025 04:44 PM

اشتباكات في إدلب: ما حقيقة الهجوم على مهاجرين فرنسيين ومزاعم اختطاف طفلة؟

اشتباكات في إدلب: ما حقيقة الهجوم على مهاجرين فرنسيين ومزاعم اختطاف طفلة؟

شهدت مدينة حارم في ريف إدلب اشتباكات بين قوى الأمن الداخلي ومهاجرين فرنسيين أجانب، صباح اليوم 22 تشرين الأول. وأفاد مراسل عنب بلدي بوقوع اشتباكات في مخيم حارم عقب حملة أمنية شنتها الداخلية، مشيرًا إلى تضارب الأسباب وراء ذلك.

أحد الأسباب المرجحة، بحسب المراسل، هو اختطاف طفلة تدعى ميمونة فرستاي، وهي فرنسية مسلمة تبلغ من العمر 11 عامًا، حيث طلب المهاجرون الفرنسيون فدية مالية مقابل إطلاق سراحها. وقد أعلن عدد من المقاتلين الأوزبك انضمامهم إلى جانب "إخوتهم المهاجرين الفرنسيين" للدفاع عنهم.

من جانبه، أرجع العميد غسان باكير، قائد الأمن الداخلي في إدلب، سبب العملية في بيان نشرته وزارة الداخلية، إلى "استجابة لشكاوى أهالي مخيم الفردان بشأن الانتهاكات الجسيمة التي تعرضوا لها، وآخرها خطف فتاة من والدتها على يد مجموعة مسلحة خارجة عن القانون بقيادة المدعو عمر ديابي (عمر أومسين قائد الجماعة)".

وذكر باكير أن تدابير الداخلية شملت تطويق المخيم بالكامل، وتثبيت نقاط مراقبة على أطرافه، ونشر فرق لتأمين المداخل والمخارج. كما سعت قيادة الأمن الداخلي إلى التفاوض مع المتزعم لتسليم نفسه طوعًا، إلا أنه رفض وتحصّن داخل المخيم، ومنع المدنيين من الخروج، وشرع بإطلاق النار، مؤكدًا أنه يستخدم المدنيين كدروع بشرية ويتحمل كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن أي تهديد لسلامتهم.

وأكدت قيادة الأمن الداخلي أن حماية المدنيين وتطبيق القانون هما الأولويتان الأساسيتان، وأنها ستواصل اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والأمنية اللازمة لضمان إنفاذ القانون.

في المقابل، اتهم عمر أومسين، قائد جماعة "الغرباء" المقيمة في مخيم الفرنسيين، المخابرات الفرنسية بالتدبير للهجوم بالتعاون مع أجهزة أمن تابعة لـ "هيئة تحرير الشام"، نافيًا تهمة اختطاف الطفلة ووصفها بالمزاعم. وقال إن "افتراءات" ألصقت بهم في قصة الطفلة والمرأة التي زعموا أنها عُذّبت وأُحرقت وضُربت داخل مخيمهم.

خلفية مختلفة

عزا زعيم الجماعة الفرنسية سبب الاشتباكات إلى أن المخابرات السورية وصلها معلومات من المخابرات الفرنسية، تقول إن أومسين يحضر لتمرد ضد الحكومة. وحسب ما روى زعيم الجماعة، فإن المخابرات الفرنسية اجتمعت مع المخابرات السورية وقالت إن عمر أومسن أخبر صحفي "لبراسيون" في أيلول الماضي، "إنه إذا انتفض الشعب السوري ضد حكومة الجولاني فإن المهاجرين سيكونون مع الشعب". وعلى إثر ذلك استدعى جهاز الأمن القائد الفرنسي، ونقل هذه المعلومة إلى الفرقة "82" (أنصار التوحيد) التي تنتمي إليها "جماعة الغرباء" ، وجرى تهديد أومسن عقب هذا القول.

وأضاف أنه يعلم أن ملف المهاجرين الفرنسيين ذكر خلال زيارة الحكومة السورية إلى فرنسا، وقد "قدمت وعود والتزامات". وتساءل القيادي الفرنسي، "أصبح دم المسلم اليوم يراق كالماء المستعمل بلا حرمة ولا عقوبة ألهذا الحكم المزعوم قد ضحى الشهداء هل هناك عدالة تفوق عدل الشريعة وأين هو الحكم الإسلامي الموعود الذي طال انتظاره وشوق إليه ليحمي الناس وينصر المظلومين.

ما فرقة "الغرباء"

تقيم فرقة "الغرباء" في مخيم قرب مدينة حارم شمالي إدلب، بجوار الحدود التركية، ويحيط بالمخيم جدار شيّده أعضاؤها للحفاظ على خصوصيتهم مع عائلاتهم، مزود بكاميرات مراقبة وأجهزة كشف حركة. ويترأس الفرقة عمر أومسن (49 عامًا)، الذي تقول السلطات الفرنسية إنه "مسؤول عن تجنيد 80% من الجهاديين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية ممن ذهبوا إلى سوريا أو العراق".

وبحسب عالمة الاجتماع دونيا بوزار، التي تدير مركز مكافحة التطرف في فرنسا، كانت استراتيجية أومسن فعالة للغاية، لدرجة أنه تمكن من تجنيد الشباب من العائلات الغنية التي لم تكن لها أي صلة بالإسلام. وكانت هذه الاستراتيجية المثيرة للجدل إلى حد كبير، ناجحة في الجمع بين قضية الإسلام وقضية إنقاذ المدنيين الأبرياء في سوريا.

ولد عمر في السنغال، وانتقل للعيش في فرنسا عندما كان طفلًا، قبل أن ينتهج "التطرف" بعد أوقات قضاها في السجون، وانتقل إلى سوريا في 2013، وترأس كتيبته "الجهادية" في غابات اللاذقية، ويعتبر الزعيم الروحي لجماعته.

في أيلول 2014، أدرجته لجنة عقوبات مجلس الأمن الدولي على قائمة الأفراد المرتبطين بتنظيم "القاعدة"، وذلك لدوره القيادي في فرقة "الغرباء" المرتبطة بجبهة "النصرة" حينها، وكونه ميسرًا رئيسًا لشبكة المقاتلين الأجانب في سوريا، بالإضافة إلى نشاطه في الدعاية "الإرهابية" عبر الإنترنت.

في عام 2016، صنفت الخارجية الأمريكية عمر أومسن كـ"إرهابي عالمي"، واعتقلته "تحرير الشام" في 2020، وبقي في السجن حتى 2022.

في 23 من أيار 2023، توعدت فرقة "الغرباء" بإصدار سلسلة مقاطع فيديو، للرد على "افتراءات" تم الترويج لها بحق أومسن وأعضاء فرقته من قبل "تحرير الشام"، وتثبت أن "الهيئة" تفتقد إلى "الأمانة والنزاهة، ولا يمكن الوثوق بها، لأنها خانت الشعب السوري والمجاهدين"

مشاركة المقال: