الثلاثاء, 21 أكتوبر 2025 06:27 PM

تهديدات متكررة تثير الجدل حول حقيقة وجود فصيل "أنصار السنة" في سوريا

تهديدات متكررة تثير الجدل حول حقيقة وجود فصيل "أنصار السنة" في سوريا

تهديدات متجددة واستهداف محتمل

تجددت تهديدات فصيل يطلق على نفسه اسم "سرايا أنصار السنة" باستهداف الكنائس والمقامات الدينية في عدد من المحافظات السورية. في 15 تشرين الأول الحالي، نشرت صفحة تحمل اسم "سرايا أنصار السنة" على منصة "تلجرام" مقطعًا مصورًا يظهر أربعة أشخاص ملثمين يعلنون بدء عمليات استهداف أماكن وتجمعات "الطائفة العلوية" وكنائس الديانة المسيحية والمدارس في محافظات حمص وحماة وطرطوس واللاذقية. وقد أثار المقطع المصور، الذي تم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، مخاوف المدنيين في تلك المحافظات من تنفيذ الفصيل لتهديداته.

وكان فصيل "سرايا أنصار السنة" قد ادعى في وقت سابق مسؤوليته عن تفجير كنيسة "مار إلياس" في منطقة الدويلعة بدمشق، وهو ما يتعارض مع اتهام الحكومة السورية لتنظيم "الدولة الإسلامية" بالوقوف وراء التفجير، الأمر الذي أثار تساؤلات حول حقيقة وجود هذا الفصيل ودوره في هذه العمليات الأمنية.

أسفر التفجير الانتحاري الذي استهدف الكنيسة في 22 حزيران عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 63 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة السورية.

هل هو فصيل وهمي؟

الباحث في الجماعات "الجهادية" عبد الرحمن الحاج، صرح بأن تأكيد وجود تنظيم "أنصار السنة" أمر صعب، مشيرًا إلى أن الادعاءات حول العمليات العسكرية التي نسبها "التنظيم" إلى نفسه كانت غير صحيحة. ورجّح الحاج أن "أنصار السنة" هو تنظيم وهمي يديره فلول النظام السابق وليس له وجود فعلي على الأرض. وأوضح أن تزامن صدور بيان التنظيم المرئي مع زيارة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع إلى موسكو يهدف إلى إيصال رسالة إلى روسيا بأن "الأقليات" في سوريا مستهدفة في ظل حكم الشرع، وأن التنظيمات المتطرفة تنشط.

واعتبر الحاج أن هذه الرسالة تعكس حجم الإحباط الذي يعيشه فلول النظام من التحولات الجارية والموقف الروسي تجاه الحكومة السورية. وقد قام الرئيس الشرع بزيارة رسمية إلى روسيا، أجرى خلالها مباحثات مع بوتين حول العلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

حاولت عنب بلدي التواصل مع المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية السورية لمعرفة ما إذا كان الجهاز الأمني سيتخذ إجراءات احترازية في المحافظات التي هددها الفصيل، إلا أن الجواب كان "لا يوجد أي معلومات عنهم".

بيانات ركيكة وصياغة متخبطة

يلحظ على بيانات الفصيل الدورية حالة من عدم تنسيق الشكل والصياغة والإملاء، وهو تناقض يثير نقد الباحثين بالحركات الإسلامية. الباحث عباس شريفة أوضح أن البيانات التي ينشرها ما يسمى فصيل "سرايا أنصار السنة" لا تصاغ من عقل ينتمي للسلفية الجهادية، وإنما محاولة للاستثمار بهذه السلفية، وهذا سبب إظهار البيانات الركيكة والصياغات المتخبطة، التي لا تنتمي للهوية الفكرية التي تحملها الفصائل السلفية الجهادية.

بالمقابل، ربط الباحث في الأمن الإقليمي والإرهاب أحمد سلطان البيانات الركيكة والتخبطات بتنسيق البيانات الصادرة بأن أعضاء الفصيل ما زالوا شبابًا وحديثي السن وليست لديهم أي خبرة شرعية ولا تنظيمية كبيرة. ومنذ ظهور الفصيل وتداول قنواته عبر "تلجرام"، يثير حالة من الغموض حول خلفيته وأهدافه غير المعلنة.

إحباط عملية تفجير

أعلنت وزارة الداخلية السورية في 6 آب الماضي القبض على خلية خططت لتفجير كنسية في طرطوس. وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة طرطوس، العقيد عبد العال محمد عبد العال، إن قيادة الأمن الداخلي قبضت على شخصين مرتبطين بالنظام السوري السابق، خططا لتفجير عبوة ناسفة في كنيسة "مار إلياس" المارونية في قرية الخريبات التابعة لمنطقة صافيتا بريف طرطوس. وأضاف أنه تم ضبط عبوة ناسفة كانت معدة للتفجير وأوراق كتبت عليها عبارات تهديد ووعيد لأهالي المنطقة، بالإضافة إلى راية سوداء. وجاءت العملية بناء على معلومات استخباراتية وعملية رصد ومتابعة وصفتها بالدقيقة والمكثفة، ما حال دون تنفيذ المخطط.

مشاركة المقال: