عمت الفرحة أرجاء المغرب عقب إعلان الحكم نهاية مباراة المغرب والأرجنتين، بفوز منتخب "أشبال الأطلس" بكأس العالم تحت 20 عامًا، حيث خرجت الجماهير إلى الشوارع للاحتفال بهذا الإنجاز التاريخي.
وانطلقت الألعاب النارية وأبواق السيارات تعبر عن الفرحة بالفوز "التاريخي" للمنتخب المغربي.
وقال ميمون المفيد (59 عامًا) لوكالة "فرانس برس" بصوت يرتجف فخرًا من الرباط: "إنه حدث تاريخي، هذه هي المرة الأولى التي يفوز فيها منتخب مغربي بكأس العالم".
وازدانت الوجوه بالابتسامات وارتفعت الهتافات، وظلت العاصمة تعج بالحيوية حتى ساعات الفجر.
وفي الشوارع، هتف الناس: "تهانينا! هذه مجرد البداية!"، ففي تشيلي، حقق شباب المغرب إنجازًا مذهلاً بفوزهم 2-0 على الأرجنتين، المرشحة للفوز، في سانتياغو بفضل هدفي ياسر الزابيري (12 و29).
وأمام شاشات التلفزيون، حبس المشجعون أنفاسهم قبل أن ينفجروا فرحًا. وهمس شادن الموسوي (16 عامًا) وعيناه تلمعان: "لا أجد كلمات"، معبرًا عن تأثره برؤية الفرحة في شوارع البلاد.
ويرى مصطفى عديسي، صاحب أحد المتاجر (50 عامًا) أن هذا الفوز "سيحفز الجيل الشاب والمنتخب الوطني" مع اقتراب كأس الأمم الإفريقية التي سيستضيفها المغرب هذا الشتاء.
وامتدت الأحلام نحو مونديال 2030 الذي تستضيفه المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال.
وقال محمد البدوي (38 عامًا): "إن شاء الله، سنفوز!"، مضيفًا أن هذا الفوز يمثل حلمًا بالذهاب بعيدًا، متسائلاً: "لماذا لا نفوز بكأس العالم الحقيقية (للكبار) عام 2030؟".
وأعلن ملك المغرب، محمد السادس، أنه تابع "بسعادة غامرة وفخر عميق" المسيرة "البطولية" لأسود الأطلس.
وقدّم لأعضاء الفريق "تهانيه الحارة على هذا الإنجاز العالمي الجديد، الأول من نوعه في تاريخ كرة القدم المغربية"، بحسب وكالة الأنباء المغربية الرسمية.
وأحرز المغرب اللقب الأول في تاريخه بعد مشوار مذهل تخطى فيه منتخبات عريقة مثل إسبانيا والبرازيل في دور المجموعات ثم فرنسا في نصف النهائي والأرجنتين حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب في هذه البطولة (6 مرات).
تواصلت إنجازات الكرة المغربية بتحقيق المعجزة والظفر بلقب كأس العالم للشباب، بعد الفوز على الأرجنتين 2/0 في المباراة النهائية للبطولة التي أقيمت في تشيلي.
وجاء الفوز بفضل هدفي المتألق ياسر الزابيري، هداف المونديال الذي وضع الكرة المغربية على طريق الكرة العالمية.
تحولت العاصمة سانتياجو للون الأحمر بعد أن حلت طائرات مغربية تباعا وقد أقلت 2500 مناصرا من مختلف أنحاء المغرب.
وتقدم البعثة فوزي لقجع رئيس اتحاد الكرة المغربي وناصر بوريطة وزير الخارجية، مثلما حل المغرب بثقله الدبلوماسي بعاصمة تشيلي لتسهيل تنقل المغاربة من مطار سانتياجو صوب الاستاد عبر حافلات خاصة وضعتها سلطات البلد المضيف رهن إشارة الجماهير المغربية، فيما عكس تعاطفا واضحا مع شباب المغرب في هذه النسخة بالنظر للعداء التاريخي مع الأرجنتين.
وأضيف لهؤلاء أكثر من 10 آلاف مناصر من تشيلي دعموا المنتخب المغربي، وبهذا حضرت كافة الأمور التي تؤشر على قمة كروية كبيرة تضع الكرة المغربية على موعد مع التاريخ والمجد العالمي.
استعاد منتخب المغرب لاعبيه علي معمر المحترف في الدوري البلجيكي للعب في الجانب الأيمن بعدما تغيب عن مباراة النصف أمام فرنسا بسبب تراكم البطاقات، بينا عاد العميد الصادق لخط الوسط بعد تعافيه من الإصابة.
مثلما تم تأهيل الخطير جاسم الذي غادر مباراة فرنسا مصابا، وبذلك حضرت القوة الضاربة كاملة في صفوف المنتخب المغربي، ليعلن الحكم الإيطالي ماريانو انطلاقة المباراة بحضور رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، ورئيس الكاف باتريس موتسيبي الذي حضر خصيصا من القاهرة لنقل دعمه للمنتخب المغربي.
بداية المواجهة أتت وفق ما اشتهت سفينة المنتخب المغربي الذي كان المبادر صوب مرمى الأرجنتين وبالفعل الخبر السار لم يتأخر بعد أن استدعت تقنية الفيديو الحكم الإيطالي ماريانو الذي استغرق 3 دقائق للفصل في ركلة جزاء لفائدة المغرب بعد إعاقة على خط المنطقة إلا أن الحكم اكتفى بركلة حرة انبرى لها ياسر الزابيري الذي سددها بروعة في المقص البعيد معلنا عن الهدف الأول للمغرب الذي ألهب المدرجات.
أفضلية المنتخب المغربي تواصلت بفرص تناوب عليها الثنائي جاسم ومعما على الأطراف واللذان أقلقا راحة الحارس ديلجادو ودفاع الأرجنتين.
ونجح معما مجددا في واحدة من اختراقاته على الطرف الأيمن ليمرر صوب ياسر الزابيري المندفع والذي سدد في مرمى التانجو ليمنح المغرب هدفه الثاني الذي كان أشبه بقطعة ثلج باردة سقطت على أنصار المنتخب الأرجنتيني الذين خيم عليهم صمت مطبق وسط فرحة هيستيرية للجماهير المغربية، بينما كان هذا الهدف كافيا ليلحق الزابيري بصدارة هدافي المونديال برصيد 5 أهداف.
وأمام هذا السيناريو الصاعق لمنتخب الأرجنتين تدخل المدرب بلاسيتني بعد نصف ساعة من اللعب ليخرج اللاعب أكويما ويدخل سيلفيتي وسط حالة من الارتباك لمنتخب التانجو الذي حصل على فرصة تذليل الفارق في الدقيقة 45 إلا أن البديل سيلفيتي سدد بمحاذة القائم الأيمن للحارس إبراهيم غوميز.
رد عليها معما سريعا الذي انطلق وراوغ الدفاع والحارس ليخرج اللاعب رودريجر الكرة من فوق خط المرمى في الدقيقة 46 ليعلن الحكم نهاية الشوط الأول بتقدم المغرب بهدفين، واستقبال الأرجنتين لأول مرة في هذا المونديال لهدفين في هذه المباراة وهو مجموع ما استقبلته مرماه في 6 مباريات سابقة.
كما كان متوقعا سعى منتخب الأرجنتين لكامل أوراقه إذ ظهر سليفيتي ماتيو البديل الذهبي لمنتخب الأرجنتين في المشهد في 3 مناسبات إلا أن أقواها كانت في الدقيقة 57 و التي شهدت تدخل الحارس إبراهيم غوميز .
بعدها طالب منتخب الأرجنتين بركلة جزاء بعد سقوط سيلفينيتي إلا أن الحكم أكد عدم ارتكاب علي معمر لأي خطأ في حق المهاجم الأرجنتيني بعد العودة لتقنية الفيديو.
و كاد معما أن يضيف الهدف الثالث لمنتخب المغرب إلا أنه سدد في المدافع ديلغادو.
ثم عاد نجم المونديال والمباراة ياسير الزابيري الذي حصل على الكرة في الدقيقة 79 ليسدد من خارج المنطقة كرته التي هزمت حارس الأرجنتين إلا أنها مرت بمحاذاة القائم.
المنتخب المغربي تعامل بذكاء مع باقي الدقائق التي انتهت بانتصار تاريخي وضع الكرة المغربية على منصة التتويج متصدرا بالذهب وكأس العالم الأول للكرة العربية في تأكيد للطفرة العملاقة للكرة المغربية على كافة المستويات.