الإثنين, 20 أكتوبر 2025 09:20 PM

انتخابات اتحاد كرة القدم السوري: هل تسير نحو التزكية أم تشهد منافسة حقيقية؟

انتخابات اتحاد كرة القدم السوري: هل تسير نحو التزكية أم تشهد منافسة حقيقية؟

يُسدل الستار اليوم الإثنين على باب الترشح لانتخابات اتحاد كرة القدم، وسط ترقب لتقديم الراغبين في دخول معترك الكرة السورية طلباتهم في شكل قوائم متكاملة، تتألف كل منها من أحد عشر عضواً، يترأسها أحد المرشحين لمنصب الرئاسة. ومن المقرر أن تخوض هذه القوائم الانتخابات بعد شهر من الآن، لملء الفراغ الذي خلفته استقالة الاتحاد السابق في كانون الأول الماضي.

تشير الشائعات المتداولة إلى أن ثلاث قوائم على الأقل ستتقدم للترشح، وتضم الأسماء المرشحة لقيادة هذه القوائم كلاً من الأستاذ جمال الشريف، والكباتن نبيل السباعي ونبيل والشحمة وفراس تيت وأحمد بيطار، بالإضافة إلى أسماء أخرى محتملة. وقد بدأت بالفعل عمليات تسريب القوائم لأهداف معينة، على أن يتم النشر الرسمي للقوائم بعد اعتمادها من قبل الاتحاد ولجنة الانتخابات.

يثير مراقبون ومقربون من أجواء الانتخابات تساؤلات حول إمكانية حسم الاتحاد الجديد بالتزكية، وذلك بناءً على النظام المعتمد حديثاً، والذي يشترط أن ترفق كل قائمة بطلب الترشح موافقة خمسة عشر عضواً على الأقل من الأعضاء المندوبين المخولين بالتصويت. ووفقاً للمحللين، فإن أي قائمة تحصل على موافقة أغلبية الأعضاء، أي أكثر من أربعين عضواً، ستفوز بالتزكية، إذ لا يحق للعضو الذي منح موافقته لقائمة ما أن يمنحها لقائمة أخرى أو أن يصوت لغيرها في حال إجراء الانتخابات. وبالتالي، قد تحسم الأمور بمجرد إغلاق باب الترشح وقبول القوائم. فهل هذا الإجراء صحيح وقانوني ومقنع؟

يبدو أن هذا النظام قد تم تمريره دون إدراك كامل من قبل المصوتين عليه، أو ربما تم تمريره بخبث لصالح جهة معينة دون توضيح. وفي ظل الانشغال بالتصويت على إلغاء شرط الشهادة، الذي يعتبر فضيحة، يجب محاسبة المسؤولين عن مراسلة الاتحاد الدولي لاعتماده!

يرى المعنيون والمهتمون بمصلحة اللعبة ضرورة رفض هذه القرارات والاعتراض على هذا النظام الانتخابي، والتأكيد على إجراء انتخابات حقيقية وتصويت سري، على أن تختار الأندية واللجان ممثليها للتصويت بشكل سري وقبل العملية الانتخابية، مع عدم الإعلان عن أسماء المندوبين إلا عند الانتخابات بوجود كتب رسمية من الأندية، لتجنب الضغوط والاستمالة بالإغراءات.

يطالب المراقبون لجنة الانتخابات والاتحاد المؤقت بالإعلان عن القوائم فور قبولها وعرضها على وسائل الإعلام والجمهور، مع توفير معلومات كافية عن جميع المرشحين، سواء لرئاسة الاتحاد أو العضوية. بالإضافة إلى ذلك، من المهم فتح باب الاعتراض على أي مرشح أو قائمة، خاصة إذا كانت هناك ملاحظات أو عقوبات تتعلق بالأخلاق أو النزاهة أو سوء إدارة الأموال العامة.

من المؤسف أن تتحول انتخابات اتحاد كرة القدم، وهو الاتحاد الأهم، إلى معركة لا يسعى فيها معظم المرشحين لتطوير اللعبة وإعادة ألقها وسمعتها، بل هي معركة لتحقيق مكاسب مادية ومعنوية، ليتحول هذا الاتحاد إلى مؤسسة تجارية، تكون فيها الرياضة واللعبة على الهامش، بينما ينصب اهتمام الأعضاء على الأرباح التي يمكن تحقيقها من حجوزات الفنادق وشركات الطيران وشركات التجهيزات الرياضية واستخدام لاعبين مغتربين مغمورين لتسويقهم، فضلاً عن قبول البعض بمكاسب بسيطة كالسياحة والسفر!

فهل يمكن وضع حد لهذا العبث، والاحتفال باتحاد كروي محترم، نتفاءل به وبمستقبل جديد مشرق للكرة السورية؟

أخبار سوريا الوطن١-الثورة

مشاركة المقال: