السبت, 18 أكتوبر 2025 08:10 PM

غزة تحت النار: 28 شهيداً والخروقات الإسرائيلية مستمرة رغم وقف إطلاق النار

غزة تحت النار: 28 شهيداً والخروقات الإسرائيلية مستمرة رغم وقف إطلاق النار

يوسف فارس: يكشف السلوك الإسرائيلي الميداني عن تعامل جيش الاحتلال مع حرب مستمرة، حيث تشهد مناطق قطاع غزة طلعات جوية متقطعة للطائرات الحربية والمُسيّرة، مع نشاط للمدفعية في المناطق التي تتجاوز الخط الأصفر الذي يقتطع حوالي 58% من مساحة القطاع. يعيش الأهالي، خاصة في الشمال والجنوب، ظروفاً يومية تشبه استمرار الحرب.

على سبيل المثال، يظهر موقع الـ77 التابع لجيش الاحتلال على تبّة مفترق الزهراء المقابل لحي الشجاعية، والذي يعتلي جبل المنطار. تتعرض هذه المناطق المؤدية إلى شارع الوحدة وقلب البلدة القديمة في مدينة غزة لنيران قناصة مستمرة. خلال زيارة «الأخبار» للمكان، وسماع صوت الرصاص بالقرب من عائلات تحاول الوصول إلى منازلها في حي الشجاعية.

عمر أبو هين، أحد سكان الحي، يقول أثناء نصبه خيمة على التبّة المطلة على الشجاعية: «يمنعنا جيش الاحتلال من الوصول إلى منازلنا رغم أنها خارج مناطق الخط الأصفر. خط الانسحاب أكذوبة لإطلاق الرصاص على الأهالي العائدين لتفقد منازلهم. وتدعي بيانات الجيش أن المدنيين الذين يُقتلون يومياً يشكلون تهديداً لقواته المتحصنة».

مساء أمس، قصفت المدفعية سيارة تقل نازحين عائدين إلى منازلهم في حي الزيتون. وأفاد جهاز الدفاع المدني بأن السيارة التي تقل نحو 10 نازحين تعرضت لقصف من الدبابات، وما زال مصير الجرحى مجهولاً. وفي مدينة خانيونس، أطلقت طائرة مُسيّرة صاروخاً على مواطنَين حاولا الوصول إلى منزلهما، زعم جيش الاحتلال أنهما يتبعان لـ»كتائب القسام» وكانا يتفقدان نفقاً بالقرب من تواجد قوات الجيش. هذه الخروقات المتكررة رفعت عدد الشهداء منذ وقف إطلاق النار إلى 28 شهيداً، بالإضافة إلى عشرات المصابين.

«حماس» أبلغت الوسطاء بأن عملية البحث عن الرهائن ستستغرق وقتاً طويلاً.

في شمال القطاع، تسيطر طائرات «الكوادكابتر» بالنار على مساحات واسعة من مخيم جباليا وأحياء تل الزعتر والسكة والسلاطين والعطاطرة وكامل مدينة بيت حانون وبيت لاهيا. وتشهد هذه المناطق حوادث إطلاق نار وقذائف مدفعية يومياً تتجاوز خط الانسحاب المفترض.

تتخذ حكومة الاحتلال من ملف جثامين الأسرى المفقودة ذريعة للتهديد بوقف المساعدات والتنصل من الاتفاق، رغم أن المقاومة بدأت خطوات علنية للبحث عن جثمان أحد القتلى في مدينة خانيونس، بحضور منظمة الصليب الأحمر ووسائل إعلام محلية ودولية.

أعلنت المقاومة العثور على جثمان أحد الرهائن، الذي سُلّم منتصف ليل أول من أمس، وأكدت حركة «حماس» أنها أبلغت الوسطاء بأن عملية البحث عن الرهائن في مدينة غزة ستستغرق وقتاً طويلاً بسبب الدمار الكبير الذي أحدثه العدوان الإسرائيلي. وقالت الحركة إن الوسطاء تفهموا الظروف القائمة، لكن قادة المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية يواصلون التلويح بالعودة إلى الحرب إذا لم تف «حماس» بالتزاماتها وفق بنود «خطة ترامب»، بما فيها إعادة الرهائن ونزع السلاح.

هذا يعني أننا أمام اتفاق هش ومليء بالثغرات التي قد تسمح بتفجيره في أي لحظة، وهو ما ينعكس في تعاطي الأهالي في غزة، الذين لم يصدقوا بعد أن الحرب انتهت، إذ تشهد العودة إلى مدينة غزة تباطؤاً، حيث قُدّر عدد العائدين خلال الأسبوع الماضي بأقل من 400 ألف.

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

مشاركة المقال: