السبت, 18 أكتوبر 2025 01:44 PM

اغتيال هشام خزامي في حلب: من هو مهندس صفقات التبادل بين النظام والمعارضة؟

اغتيال هشام خزامي في حلب: من هو مهندس صفقات التبادل بين النظام والمعارضة؟

اغتال مجهولون هشام خزامي في حي الفرقان بمدينة حلب، وهو شخصية بارزة لعبت دورًا في هندسة صفقات التبادل والتفاوض بين قوات النظام السابق وفصائل المعارضة. وقع حادث الاستهداف يوم الجمعة 17 من تشرين الأول في حي الفرقان بحلب، حيث تعرض خزامي لإطلاق نار مباشر من مسلحين ملثمين، مما أدى إلى مقتله.

أكد المكتب الصحفي للأمن الداخلي في حلب مقتل هشام خزامي، موضحًا أنه تعرض لإطلاق نار مباشر في حي الفرقان. وأشار المكتب إلى أن الاستهداف نفذه مسلحون مجهولون، دون تقديم تفاصيل إضافية حول هوياتهم أو دوافعهم، أو آليات تتبعهم وملاحقتهم. انتشرت صورة لخزامي بعد استهدافه على صفحات التواصل الاجتماعي.

ذكر مصدر محلي، طلب عدم الكشف عن هويته، لعنب بلدي أن حي الفرقان شهد أصوات إطلاق نار بعد صلاة الجمعة، مشيرًا إلى عدم وضوح سبب ذلك أو هوية الشخص المستهدف في البداية. وأضاف المصدر أن حالة من القلق سادت الحي بعد الحادث.

من هو هشام خزامي؟

ينحدر هشام خزامي من مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، ويبلغ من العمر حوالي 55 عامًا. خلال سنوات الحرب السورية، عمل كوسيط تفاوضي ومندوب رسمي لدى النظام السوري وميليشيات "الحرس الثوري الإيراني"، واشتهر بدوره في ملفات صفقات تبادل الأسرى والمعتقلين بين قوات النظام والمعارضة السورية. كان خزامي مسؤولاً عن تنسيق الصفقات والإشراف على تنفيذها، بما في ذلك تحضير القوائم ومتابعة إجراءات التسليم والاستلام. كما وثق هذه العمليات عبر تسجيلات مصورة تظهر لحظات تسليم الأسرى بين الطرفين، ونشرها على حسابه على "فيسبوك".

هذه المسؤوليات جعلت من خزامي شخصية ذات دور حساس، حيث كان يعمل ضمن شبكة معقدة من العلاقات بين النظام وميليشياته من جهة وفصائل المعارضة من جهة أخرى. من أبرز العمليات التي أشرف عليها صفقة تبادل جرت في 26 كانون الأول 2016 بين النظام و"حركة أحرار الشام الإسلامية"، وأسفرت عن الإفراج عن قائد الحركة حسن صوفان مقابل إطلاق سراح رامي حميدوش و13 شخصًا آخرين من جانب قوات النظام البائد.

يأتي هذا الاغتيال في ظل استمرار عمليات استهداف شخصيات مرتبطة بالنظام أو بميليشياته في بعض أحياء المدينة. ويُضاف هذا الحادث إلى سلسلة حوادث مماثلة نفذها ملثمون في حلب، فيما لا تزال دوافع العملية وهوية المنفذين غير واضحة، مع غياب أي تصريحات رسمية حول الحادثة أو حوادث أخرى مشابهة.

استهدافات سابقة

تصاعدت وتيرة الاستهدافات خلال الفترة الأخيرة، بعضها لأسباب عائلية وثأرية، مثل ما حصل مع الدكتور الجامعي باسل زينو بعدما تم قتله على يد ابن أخته أمام عيادته في حي الجميلية بمدينة حلب. بينما ترتبط حوادث أخرى بارتباط الشخص المستهدف بالأجهزة الأمنية أو عمله السابق مع قوات النظام البائد والقوات الرديفة له.

هذا الخلط بين الدوافع العائلية والسياسية والأمنية يضعف جهود الانتقال للعدالة الانتقالية ويزيد من حالة الانفلات الأمني في المدينة. في مطلع حزيران الماضي، قُتل الدكتور الجامعي سهيل جنزير إثر تعرضه لإطلاق نار مباشر من قبل مسلح مجهول، وكان يشغل حينها منصب عميد كلية الهندسة المدنية في جامعة حلب. وفي الشهر ذاته، شهد ريف حلب الغربي حادثة مماثلة، حين أطلق مجهولون يستقلون دراجة نارية النار على فراس مصطفى شهابي في قرية المنصورة، مما أدى إلى مقتله على الفور.

مشاركة المقال: