يثير الدكتور جورج جبور، صاحب فكرة يوم اللغة العربية كما أقرتها اللجنة الوطنية السورية لليونسكو في 11 تشرين الثاني 2023، تساؤلات حول متابعة تنفيذ هذا القرار.
في 5 كانون الأول 2023، وجهت سوريا مذكرة شفهية إلى اليونسكو، معربة عن أملها في أن تتذكر المنظمة في 18 كانون الأول 2023 أن فكرة يوم اللغة العربية انطلقت من سوريا في 15 آذار 2006، وأن الدكتور جبور هو صاحب الفكرة. أشارت المذكرة إلى أن سوريا خاطبت بهذا الشأن عام 2008 منظمة الألكسو (اليونسكو العربية). لم ترفق المذكرة المخاطبة السورية إلى الألكسو عام 2008، مما يعني أن اللجنة الوطنية السورية طلبت من اليونسكو التصديق دون إبراز دليل.
يذكر أن مذكرة 2008 صدرت عن لجنة لم تعد موجودة، وهي لجنة التمكين للغة العربية، التي كان مقرها في مكتب نيابة رئاسة الجمهورية. ويتساءل الدكتور جبور عما إذا كانت أوراق اللجنة قد اختفت، أم أن في المذكرة نفسها خلل يتعلق بانتهاك حقوق الملكية الفكرية.
ويوضح أنه في 13 آب 2008، سلم من منزله إلى موفد رئيس اللجنة 50 نسخة من كراس يتضمن محاضرته في اتحاد الكتاب العرب، والتي تتضمن فكرة يوم اللغة العربية. ويرجح أن الفكرة المنشورة في الكراس المجاني وصلت إلى الألكسو دون الإشارة إلى اسم صاحبها، مما يعتبره انتهاكًا لحقوق الملكية الفكرية.
ويشير إلى أنه لم يرد إليه أي إشارة مكتوبة إلى ما تم إلا في عام 2010 على الورق الخاص بنائب رئيس الجمهورية. هذه الإشارة المكتوبة، وهي رسالة إليه من رئيس لجنة التمكين، منشورة في كراس مهداة إلى القمة العربية في العراق عام 2013، وقد سلم رئيس مجمع اللغة العربية نسخًا عديدة منه في مكتبه بحضور نائبه. وكانت تلك زيارته الأولى لرئيس المجمع الدكتور مروان محاسن رحمه الله.
ويضيف أنه وصلت إلى اللجنة الوطنية صفحات من مجلة مجمع اللغة العربية تتضمن ما ذكره في محاضرته في المجمع عن تاريخ الفكرة. ويشير إلى أن مذكرة سوريا إلى اليونسكو لم تذكر ما إذا كانت هذه الصفحات قد أرفقت بالمذكرة، مما يفسر عدم تكليف اليونسكو نفسها عناء الرد.
ويعتبر الدكتور جبور أن النقطة الأهم هي الإشارة في عام 2006 إلى نوع من اليأس المبكر من الحكم البائد، حيث ضمن كراس 2008 رسالة فاكسية منه إلى عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، يحثه فيها على الاهتمام بالمكانة الدولية للغة العربية، مع إرفاق الوثائق اللازمة، وأهمها الصيغة الأولى المكتوبة للفكرة التي أطلقها قبل أسبوع شفهيًا في جامعة حلب. ويتساءل عن سبب اهتمام السعودية منذ نيسان 2006 بمكانة اللغة العربية في اليونسكو.
ويخلص إلى أن هناك عجزًا ثقافيًا حكوميًا سوريًا عن حمل رسالة عن فكرة تخدم اللغة العربية يحتفل بها العالم. ويتساءل عما إذا كانت اللجنة الوطنية السورية لليونسكو قد غابت عن المسرح منذ 2006 أو 2008، وأنها حين أحضرت، أي أحضرتها، بهاتف منه إلى رئيسها عام 2023، لم تقم بالأمر على نحو مجدٍ.
ويختتم بالإشارة إلى أن اللجنة فشلت عام 2023 ولم تكرر المحاولة عام 2024، ويتساءل عما سيحدث ونحن على مسافة شهرين وبضعة أيام من موعد 18 كانون الأول 2025. ويتساءل عما إذا كانت اللجنة قد قصرت عالميًا وعربيًا وإسلاميًا وداخليًا عام 2023، مشيرًا إلى أنه كان بإمكانها أن تتوجه بالمخاطبة عن الريادة في يوم اللغة إلى منظمتي الألكسو والإيسيسكو. ويضيف أنه كان بإمكانها أن تشعل سوريا أفراحًا بأول يوم عالمي ذي أصل سوري، لكن ذلك لم يخطر ببالها.
ويكتفي بإرسال ما كتبه إلى رئيس اللجنة الوطنية عام 2023 الذي اتخذ أهم خطوة حتى الآن في خدمة ريادة سوريا، وإلى رئيس لجنة التمكين عام 2008 الذي أدخل الفكرة إلى منظمة دولية رغم أنه سلبها اسم صاحبها. ويختتم بالإشارة إلى مقولة سورية: "حرمت النقطة على الخاء فارسًا سوريًا من أن يصبح رئيسًا للجمهورية".
دمشق. صباح الثلاثاء 14 تشرين الأول 2025
(أخبار سوريا الوطن-2)