الأربعاء, 15 أكتوبر 2025 04:18 AM

مبادرة رائدة: علاج اضطرابات القلب الكهربائي بتقنيات متطورة في مشفى حلب الجامعي

مبادرة رائدة: علاج اضطرابات القلب الكهربائي بتقنيات متطورة في مشفى حلب الجامعي

بالتعاون مع مؤسسة الرواد للتعاون والتنمية، أطلقت الجمعية الطبية السورية الألمانية (SGMA) أولى مبادراتها العلاجية المتطورة في مشفى حلب الجامعي، مستخدمة تقنية الدراسة الكهربائية للقلب والكي الكهربائي (Electrophysiology and Ablation) لعلاج اضطرابات نظم القلب.

تم تنفيذ هذه الإجراءات تحت إشراف فريق مشترك من الأطباء السوريين والألمان، مما يمثل نقلة نوعية في معالجة أمراض القلب المعقدة، خاصةً للمرضى الذين اعتمدوا لسنوات على العلاج الإسعافي المؤقت دون حل جذري.

أوضح الدكتور عبيدة العثمان، اختصاصي الفيزيولوجيا الكهربائية للقلب في ألمانيا، في تصريح لسوريا 24: "بدأنا اليوم أول سلسلة من إجراءات الدراسة الكهربائية وعمليات الكي للمرضى الذين انتظروا هذا العلاج طويلاً"، مشيراً إلى معاناة المرضى من نوبات متكررة وعلاجهم المؤقت بالإبر، ومؤكداً أن "العلاج الحقيقي للمرض هو الكي الكهربائي". وأضاف أن الفريق أجرى أول عملية بنجاح وسيستكمل الحالات المتبقية خلال اليومين المقبلين.

يهدف الفريق الطبي في هذه المرحلة إلى علاج المرضى الذين يعانون من اضطرابات نظم قلبية متكررة لم تستجب للأدوية، ويجري التنسيق مع أطباء في مختلف المحافظات لتحديد الحالات المستحقة للتدخل. وأضاف العثمان: "عدد الحالات المدرجة حالياً هو سبع، وقد يرتفع إلى تسع حالات. ونعمل على وضع برنامج زيارات طبية دورية خلال العام لتقديم هذا العلاج في مناطق أخرى داخل سوريا".

أكد العثمان أن هذا الإنجاز تحقق بفضل الشراكة الفعالة بين مشفى حلب الجامعي، والجمعية الطبية السورية الألمانية، ومؤسسة الرواد، معرباً عن شكره لوزارتي الصحة والتعليم العالي على دعمهما المباشر.

من جانبه، أوضح الدكتور عمرو صاخوري، اختصاصي أمراض كهربائية القلب، أن الفريق استخدم تقنية ثلاثية الأبعاد لرسم خارطة دقيقة لنظام القلب الكهربائي وتحديد مصدر الاضطراب بدقة عالية، مما قلل الحاجة إلى الأشعة ورفع مستوى الأمان. وقال لسوريا 24: "هذه التقنية مكنتنا من تحديد بؤرة الخلل بدقة فائقة وكيّها بالكامل. والحمد لله، جميع الحالات التي أُنجزت حتى الآن كانت ناجحة. نطمح إلى توسيع نطاق هذه التجربة لتشمل المزيد من المرضى خلال الأيام المقبلة".

يمثل هذا المشروع نموذجاً للتعاون السوري–الألماني في قطاع الرعاية الصحية، ويعد بارقة أمل للمرضى المصابين باضطرابات نظم القلب المزمنة في شمال سوريا، الذين لم يكن لديهم سابقاً سوى العلاج المؤقت أو السفر إلى الخارج لتلقي العلاج.

مشاركة المقال: