الأحد, 12 أكتوبر 2025 02:31 AM

دار الأوبرا تحتفي بالموسيقى الشعبية: أمسية فنية ومعرض للآلات التقليدية من بلاد الشام و ما بين النهرين

دار الأوبرا تحتفي بالموسيقى الشعبية: أمسية فنية ومعرض للآلات التقليدية من بلاد الشام و ما بين النهرين

بالتعاون مع مؤسسة “الأمل للعمل”، استضافت دار الأوبرا فعالية فنية ثقافية تحت عنوان “على خطا الموسيقا”، احتفاءً بالموسيقى الشعبية في بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين. الفعالية سلطت الضوء على التقاليد الموسيقية الفنية لأحد عشر مكوناً ومجتمعاً من سوريا ولبنان والأردن والعراق.

تضمنت الفعالية محاضرة تعريفية، أمسيتين موسيقيتين، ومعرضاً للآلات الموسيقية التقليدية، بحضور عدد من العازفين الشعبيين وصنّاع الآلات الشعبية. كان الهدف من ذلك هو إبراز التراث الموسيقي من خلال أداء حي وتوثيق بصري لمراحل تطور الموسيقى الشعبية، وذلك ضمن النسخة الرابعة من المعرض.

معرض تفاعلي

المعرض، الذي افتتح ويستمر حتى السادس من تشرين الثاني المقبل، قدم تعريفاً بآلات كل منطقة. فمن العراق، عرضت آلات الكاسور والدف الساز الأيزيدي والربابة، ومن الأردن اليرغول والشبّابة والناي والمهباج. أما من سوريا ولبنان، فكانت هناك مجموعة من الآلات التقليدية كالطبل بأشكاله المختلفة والربابة والمزمار إضافة إلى المجوز.

كما احتوى المعرض على لوحات تفصل كل آلة على حدة، وعرض حي لكل الآلات مع عبارة “جربني” مكتوبة عليها، في دعوة للزوار للعزف عليها والاستمتاع بنغماتها. هذا العنصر التفاعلي أضفى جواً من المشاركة والتفاعل الحقيقي مع الموسيقى.

الحفل الموسيقي المرافق للمعرض كان غنياً بأغاني تراث تلك المناطق، حيث افتتح بنشيد سلمية، ثم نايل، وساجوري، وسلمية ست البلاد، ومجروح قلبي، ومن عرق خده، ودبكة قوصار، وعيني على الغرّابة، ثم ركايب خلتّي، واختتم بأغنية يما تعاليلي.

جسور التعارف والتلاقي

الموسيقي فواز باقر استهل المحاضرة بالتعريف بالموسيقى الشعبية وأصلها، بهدف مد جسور التعارف والتلاقي بين الأجيال وإعادة الاعتبار للألحان التي طبعت ذاكرة المنطقة. وأكد أن الفعالية تهدف إلى إحياء التراث اللامادي الثقافي الموسيقي وربطه بالإنسان السوري.

من جانبها، أشارت مديرة البرامج في مؤسسة “الأمل للعمل”، سارة زين، إلى أن هدف المؤسسة هو ترسيخ الثقافة الشعبية وتقديم الدعم للمجتمعات الثقافية التي لا تتاح لها فرص الظهور والانتشار. وأضافت: “وهو ما عملنا عليه في عدة بلدان سابقة، بحيث لا ينحصر نشاطنا فقط في سوريا وما حولها، بل في عدة بلدان أوروبية وآسيوية أخرى”.

وكشفت أن برنامج “على خطا الموسيقا” انطلق عام ٢٠٢٣، وكان الهدف منه التركيز على الموسيقى الشعبية التي تمارس عادة في المناسبات الاجتماعية وحفلات الزفاف. وعن سبب تبني المبادرة، قالت: “وجدنا مؤخراً أن هذا النوع من الموسيقا بدأ يتلاشى ويندثر، فقررنا إنجاز هذا البرنامج لدواع توثيقية، ومن أجل نقله إلى الجيل الجديد من الشباب وتدريبهم عليه، ولذلك قمنا بتدريب أشخاص على صناعة الآلات الموسيقية”.

وأشارت إلى أن المؤسسة عملت على هذه الدراسة في كل من سوريا والأردن ولبنان والعراق، وتم إجراء الدراسة على مجتمعين أو أكثر من كل بلد، وتم اختيار عينات صغيرة لأن إجراء البحث على كامل جغرافيا القطر يتطلب وقتاً ومجهوداً وتكلفة عالية وكبيرة.

بحوث ميدانية

يُشار إلى أن عدداً من الأكاديميين المتخصصين أجروا بحوثاً ميدانية في 11 تجمعاً سكانياً في مناطق الرقة والقامشلي وريف حماة بسوريا، والهرمل وعكار ومخيم بر إلياس للاجئين السوريين بلبنان، إضافة إلى العراق والأردن، بهدف توثيق الموسيقى الشعبية في تلك المناطق وصونها من الاندثار، والتعرف إلى خطوات صناعة الآلات.

مصعب أيوب

مشاركة المقال: