الأربعاء, 8 أكتوبر 2025 11:53 PM

حصري: وثائق تكشف تفاصيل مروعة لإعدامات جماعية في سجن صيدنايا بتهم إرهاب ملفقة

حصري: وثائق تكشف تفاصيل مروعة لإعدامات جماعية في سجن صيدنايا بتهم إرهاب ملفقة

حصلت "زمان الوصل" على وثائق حصرية تكشف تفاصيل صادمة لعمليات إعدام جرت داخل سجن صيدنايا العسكري شمال دمشق عام 2016. تُظهر هذه الوثائق، التي تحمل تواقيع مسؤولين قضائيين وعسكريين رفيعين، الإجراءات البيروقراطية الدقيقة التي اتبعها النظام لإضفاء شرعية زائفة على عمليات قتل ممنهجة، بالإضافة إلى هويات الضحايا.

يكمن جوهر الفاجعة في التهم الموجهة للضحايا، حيث حُكم على كل من محمد زاهر جرادة ومحمد ذياب الطحان (اللذين أُعدما في اليوم والساعة نفسيهما عام 2016) بالإعدام بموجب قوانين مكافحة الإرهاب بتهمة "القيام بأعمال إرهابية أفضت إلى مقتل إنسان". يؤكد خبراء حقوقيون أن هذه التهم مجرد افتراءات تستخدم كأداة للانتقام وتصفية الخصوم السياسيين والمعارضين. وبدلاً من تطبيق القانون، تتحول هذه الأحكام إلى إعدامات سياسية خارج نطاق القضاء العادل، تلي محاكمات وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها "مهزلة".

توضح الوثائق الآلية الروتينية والممنهجة التي تُنفذ بها هذه الأحكام. نُفذت الأحكام في الساعة الرابعة صباحًا، وهو التوقيت المفضل لـ"إعدامات صيدنايا" التي تحدث في سرية تامة. تشكلت لجان للإشراف على التنفيذ، ضمّت النائب العام، وعضواً من المحكمة، وكاتب الضبط، وقائد سرية الشرطة، والطبيب الشرعي (غالباً يكون اختصاصه أسنان أو تجميل!)، بل وحتى رجل دين. هذا الحضور المكثف يمثل محاولة لإضفاء طابع رسمي وديني خادع على عملية القتل.

تشير الوثائق إلى أن المحكوم عليه سُئل عما إذا كان يريد قول شيء قبل التنفيذ وتم تدوين ذلك، وهو إجراء "إنساني" في الظاهر، لكنه يحدث في سياق التعذيب والاعتقال التعسفي، ما يجعله إمعاناً في التنكيل بالضحية. وخصوصاً في ما وثقته حملة "أنا المعتقل"، إذ تُظهر أغلب أوراق الوصية فارغة إلا من توقيع الجلادين.

تؤكد هذه الوثائق ما وثقته منظمات حقوقية دولية بشأن استخدام النظام السوري لقوانين الإرهاب لقمع المعارضة وإصدار أحكام جائرة. صيدنايا، الذي يوصف بأنه "مسلخ بشري"، شاهد على آلاف الوفيات التي حدثت تحت التعذيب أو عن طريق الإعدام السري.

إن الحالتين الموثقتين هنا لا تمثلان سوى قطرة في محيط من الانتهاكات، وتستدعي هذه الأدلة تحركاً عاجلاً للضغط من أجل الكشف عن مصير آلاف المختفين قسرياً وتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم ضد الإنسانية إلى العدالة.

"زمان الوصل" تواصل متابعة هذا الملف الشائك، وتؤكد أن الكشف عن هذه الوثائق خطوة ضرورية نحو إضاءة الظلام الذي يخيم على سجون النظام.

الحسين الشيشكلي - زمان الوصل

مشاركة المقال: