الأربعاء, 8 أكتوبر 2025 09:55 PM

بعد سنوات من الإهمال: قلعة صلاح الدين الأيوبي تفتح أبوابها للزوار وتستعيد رونقها التاريخي

بعد سنوات من الإهمال: قلعة صلاح الدين الأيوبي تفتح أبوابها للزوار وتستعيد رونقها التاريخي

تستقبل قلعة صلاح الدين الأيوبي الزوار مجددًا بعد غياب استمر سنوات، حيث تعود القلعة الواقعة على قمة صخرية شرق مدينة اللاذقية، والمحاطة بالوديان العميقة، لتطل على التاريخ والطبيعة الساحرة.

القلعة، التي حررها القائد صلاح الدين الأيوبي عام 1188 بعد أن كانت تعرف باسم "قلعة الساين" خلال فترة الاحتلال الصليبي، خضعت لتحسينات وتحصينات على مر العصور. وقد استعادت القلعة رونقها بفضل مشروع تأهيل شامل نفذته محافظة اللاذقية، وشمل تنظيف المسارات وتأهيل المداخل والمرافق الخدمية، بالإضافة إلى إعادة افتتاح المصلى بعد ترميمه.

تتميز القلعة بتصميمها المعماري العسكري الأيوبي الذي يجمع بين القوة الدفاعية والجمال الفني. تتكون القلعة من أبراج دفاعية وأسوار محصنة تحيط بها بشكل دائري متدرج، بالإضافة إلى خندق عميق منحوت في الصخر يصل طوله إلى 28 مترًا، مما جعلها حصنًا منيعًا ضد أي هجوم. كما تضم القلعة أبنية سكنية للجنود، وبقايا معابد صغيرة، وممرات سرية، ومرافق خدمية، بالإضافة إلى المصلى الذي أعيد افتتاحه ويجمع بين الطراز الإسلامي التقليدي والزخارف الملونة في النوافذ.

يؤكد خبير الآثار د. بسام جاموس أن قلعة صلاح الدين ليست مجرد مبنى تاريخي، بل هي سجل حي لصمود العمارة الإسلامية وشاهد على تلاحم الحضارات. ويشير إلى أن تصنيفها على قائمة التراث العالمي منذ عام 2006 يعكس قيمتها العالمية ويؤكد ضرورة الحفاظ عليها.

ويضيف د. جاموس أن فتح القلعة أمام الزوار يمنح الأجيال فرصة لتقدير قيمتها التاريخية واستكشاف تفاصيلها المذهلة، ويؤكد على أهمية تكثيف الجهود لإعادة إحيائها كوجهة سياحية وثقافية متكاملة، من خلال تأهيل المرافق المحيطة وإنشاء متحف صغير داخل القلعة لعرض المكتشفات الأثرية.

تعد قلعة صلاح الدين الأيوبي تجربة فريدة تنقل الزائر بين الماضي والحاضر، وتعيد للحضارة السورية جزءًا من روحها، حيث يلتقي التاريخ بسحر الطبيعة في مشهد لا ينسى.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: