الأربعاء, 8 أكتوبر 2025 11:55 PM

استثمار إماراتي ينعش قطاع الإسمنت السوري: "كيو بي زد" تستثمر في معمل طرطوس

استثمار إماراتي ينعش قطاع الإسمنت السوري: "كيو بي زد" تستثمر في معمل طرطوس

وقعت الشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء "عمران" عقداً مع مجموعة "كيو بي زد" الإماراتية لاستثمار مطاحن معمل إسمنت طرطوس المتوقف عن العمل منذ أواخر عام 2024، وذلك بنظام B.O.T لمدة عشر سنوات. تمثل هذه الخطوة الاستثمارية بارقة أمل لإعادة الحياة إلى أحد أقدم معامل الإسمنت في سوريا.

يعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في سوريا الذي يقتصر على طحن وتعبئة الكلينكر دون تشغيل الأفران. وأشار المدير العام للشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء "عمران"، محمود فضيلة، إلى أن هذا النهج يجعله أكثر أماناً بيئياً وأقل تكلفة تشغيلية، خاصة بعد تدهور البنية الفنية للمعمل خلال السنوات الماضية.

يتميز معمل طرطوس بموقعه الجغرافي الاستراتيجي بالقرب من الميناء وخط السكة الحديدية، مما يسهل نقل الكلنكر المستورد وتصديره بعد الطحن والتعبئة. وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمطاحن حوالي 8000 طن يومياً، وفقاً للعقد المبرم بعد منافسة شاركت فيها نحو عشرين شركة محلية وإقليمية.

أكد رئيس نقابة عمال البناء والأخشاب في طرطوس، رشيد علي، عبر صحيفة "الحرية"، أن هذا الاستثمار لن يؤدي إلى الاستغناء عن أي عامل من كوادر المعمل. وأوضح أن النقابة تضم أكثر من 2750 عاملاً في فرع المنطقة الساحلية لصناعة وتسويق الإسمنت (بعد دمج الإسمنت وعمران)، بينهم 1100 عامل بعقود دائمة، وبعضهم تجاوزت خدمته عشرين عاماً، وكانوا في الفترة السابقة في إجازات مأجورة.

كما أوضح علي أن تشغيل المطاحن لا يسبب أضراراً بيئية كبيرة مقارنة بتشغيل الأفران، التي كانت تتسبب في الانبعاثات والغبار الذي عانى منه سكان المنطقة لسنوات طويلة.

يأتي هذا المشروع في وقت تسعى فيه الحكومة السورية إلى جذب الاستثمارات العربية والأجنبية لإحياء الصناعات الاستراتيجية، وعلى رأسها صناعة الإسمنت التي تعتبر ركيزة أساسية في مشاريع إعادة الإعمار. وتشير التقديرات إلى أن معامل الإسمنت في عدرا وحماة تعمل حالياً بنحو 60% فقط من طاقتها التصميمية. ويرى مراقبون أن دخول مجموعة إماراتية إلى هذا القطاع يمثل مؤشراً على عودة تدريجية لرؤوس الأموال الخليجية إلى السوق السورية، عبر مشاريع ذات طابع اقتصادي واستراتيجي.

مشاركة المقال: