الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 09:06 PM

من الاستجابة الطارئة إلى التنمية المستدامة: "الإغاثة الإسلامية" تعزز جهودها في سوريا

من الاستجابة الطارئة إلى التنمية المستدامة: "الإغاثة الإسلامية" تعزز جهودها في سوريا

أكد محمد الربعي، مدير البرامج في منظمة "الإغاثة الإسلامية" في سوريا، أن المنظمة تركز حالياً على الانتقال من الاستجابة الطارئة إلى التعافي المبكر والتنمية المستدامة، وذلك في ظل تراجع التمويل الدولي وتزايد التحديات الميدانية.

ونقل موقع الجزيرة نت عن الربعي قوله إن تراجع الدعم الدولي لسوريا، وتركز الدعم حالياً على المناطق المركزية، قد يؤدي إلى انحراف الدعم عن المخيمات التي يقطنها أكثر من مليون نازح، خاصة مع قدوم فصل الشتاء.

وأشار إلى أن المنظمة تعمل بالتوازي على عدد من المشروعات التي تشمل الصحة والمياه والتعليم والصرف الصحي، بالإضافة إلى مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لتشغيل محطات المياه، بهدف توفير مياه شرب نظيفة ومستدامة.

وأضاف أن "الإغاثة الإسلامية في سوريا" تركز على دعم المراكز الصحية الأولية والمبادرات الطبية الطارئة، بما في ذلك الغرف العملياتية المتنقلة لتوفير خدمات طبية للمناطق المتضررة والنائية.

وأوضح أن المنظمة أجرت أكثر من 800 عملية قلب مفتوح مجانية في محافظة إدلب، بالإضافة إلى إنشاء مركز للأطراف الصناعية والعلاج الفيزيائي في المدينة ذاتها، والذي يوفر أطرافاً علوية وسفلية متقدمة باستخدام تقنيات حديثة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد وتصنيع الأطراف الإلكترونية، حيث تم تصنيع وتركيب أكثر من 400 طرف حتى الآن.

وبين أن المنظمة تولي أهمية خاصة لمشروعات الصرف الصحي والمياه لضمان الصحة العامة والحد من انتشار الأمراض، وتشمل تدخلاتهم في هذا المجال إنشاء محطات مياه بالطاقة الشمسية لتوفير مياه شرب نظيفة ومستدامة في المناطق المتأثرة، وحفر وتجهيز الآبار مع تزويدها بالمضخات والمولدات لضمان تدفق المياه، وتركيب وصيانة شبكات وخطوط نقل المياه لتوصيل المياه مباشرة إلى المنازل والمخيمات، وتأهيل شبكات الصرف الصحي وتحسين أنظمة إدارة المياه العادمة، والاستثمار في حلول مستدامة وتقنيات حديثة لضمان استمرار الخدمة وتقليل التكاليف التشغيلية.

وفيما يخص التعليم، ومع وجود ما يقرب من 2.5 مليون طفل خارج منظومة التعليم -بحسب الأمم المتحدة- بالإضافة إلى صعوبة أوضاع المدارس التي تحولت في بعض مناطق سوريا إلى ملاجئ نتيجة حركات النزوح الداخلية، كشف الربعي أن "الإغاثة الإسلامية" قامت بتأهيل وترميم 59 مدرسة على امتداد محافظات حماة وحلب وإدلب.

وذكر أنهم يشجعون الفئات الأكثر ضعفاً على العودة إلى المدارس، مع التركيز على الفتيات والأطفال المنقطعين عن التعليم، من خلال حملات توعية وبرامج حماية الطفل.

وحول جهود تعزيز الأمن الغذائي، يؤكد الربعي السعي إلى ذلك وبخاصة للأسر الأكثر تضرراً من خلال توفير الخبز المدعوم لضمان حصولها على الغذاء الأساسي، وترميم الأفران المتضررة وزيادة طاقتها الإنتاجية عبر خطوط إنتاج حديثة، وبناء أفران جديدة بالكامل في المناطق التي تفتقر للخدمات، إضافة إلى وجود تقييم لنحو 35 فرناً من أجل تقديم الخدمة المطلوبة على امتداد محافظات إدلب وحلب وحماة وحمص ودمشق وريفها ودير الزور.

ولأن تمكين المرأة وحمايتها أساس لبناء مجتمع مستقر ومتماسك، فإن المنظمة تتبنى برامج متكاملة تبدأ بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للنساء والفتيات لمواجهة الصدمات، وتقديم المساعدة والحماية لمن تعرضن للعنف، بالتوازي مع برامج التمكين الاقتصادي التي تدرب النساء وتوفر لهن المواد اللازمة لتأسيس مشروعات صغيرة مولدة للدخل، وفق الربعي.

وبشأن مشروع كفالة الأيتام والعائلات، يشير إلى قيام المنظمة بكفالة 1748 يتيماً حالياً، مع تقديم كفالة شهرية لبعض الأرامل، بالإضافة إلى تنظيم أنشطة دورية وتوزيع هدايا للأيتام.

وحول التحديات المتعلقة بالعمل الإنساني واستمراريته، يوضح مدير برامج المنظمة أن التحدي الأبرز يتمثل في انخفاض الدعم الدولي الموجه لسوريا، وفق تأكيدات تقارير أممية عدة، ما يهدد استمرارية المشروعات، إلى جانب ارتفاع الأسعار وفقدان القدرة الشرائية.

وأشار إلى أن المشكلة لا تقتصر على نقص الموارد، بل تتفاقم بسبب البنية التحتية المدمرة، ما يزيد من صعوبة وتكلفة إيصال المساعدات والخدمات، كما أن عوامل طبيعية مثل الحرائق والجفاف تزيد من تعقيد توزيع المساعدات وخطط الطوارئ، فضلاً عن أن تعدد الجهات المانحة في نفس المناطق قد يؤدي لازدواجية الجهود وصعوبة التنسيق.

وشدد الربعي على أن نجاح الخطط التي تقوم بها المنظمة إلى جانب منظمات أخرى مشروط بتعزيز التعاون مع الجهات الحكومية والمجتمع المحلي لضمان فعالية العمل الإنساني، مع التأكيد على أن جزءاً أساسياً من التعافي يكمن في تمكين المرأة وتوليد الدخل.

مشاركة المقال: