الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 09:08 PM

إبداع وأمل: سوريات يحولن منتجات الريف إلى قصة نجاح في أسواق دمشق

إبداع وأمل: سوريات يحولن منتجات الريف إلى قصة نجاح في أسواق دمشق

منذ الصباح الباكر، استقبلت صالة الجامع الكبير في جديدة الوادي روائح الزعتر والمربيات البلدية والصابون اليدوي والأعشاب المجففة. ابتسامات الزائرات والعاملات تملأ الأجنحة، حيث يعرضن منتجاتهن بفخر، والتي تجسد الصبر والعمل الجاد.

بأيدٍ ماهرة تعكس القوة والإصرار، افتتحت دائرة زراعة قدسيا والإرشاد الزراعي في جديدة الوادي "معرض المرأة الريفية السورية"، برعاية مديرية زراعة دمشق وريفها. يهدف المعرض إلى الاحتفاء بإبداع النساء السوريات اللواتي حولن التحديات إلى فرص، وحولن الأرض إلى قصة عطاء مستمرة.

يستمر المعرض من السابع إلى التاسع من تشرين الأول، ويفتح أبوابه يوميًا من العاشرة صباحًا حتى السادسة مساءً، مقدّمًا للزوار مجموعة متنوعة من منتجات الريف السوري: محاصيل زراعية محلية، ومؤن منزلية، وأشغال يدوية، ومنتجات طبيعية صنعتها نساءٌ بحب وخبرة، حاملات رسالة الحفاظ على التراث الريفي.

سناء، مشاركة من مدينة الهامة، تقول بابتسامة فخورة: "كل قطعة في جناحي تروي قصة تعب وسنوات من العمل. نحن النساء الريفيات لا ننتج فقط، بل نحافظ على هويتنا الريفية ونورث حب الأرض والاعتماد على الذات لأبنائنا".

بين أروقة المعرض، تتألق عيون الحاضرات بالشغف والحماس، حيث تنبض كل زاوية بفكرة، وكل منتج يلخص تجربة حياة. لم يكن المعرض مجرد عرض للمنتجات، بل كان أيضًا مساحة للقاء وتبادل الخبرات، وفرصة لإبراز الدور الاقتصادي والاجتماعي للمرأة الريفية في دعم أسرتها ومجتمعها.

أكد كنان بروت، رئيس دائرة زراعة قدسيا، أن الهدف من الفعالية هو "دعم النساء المنتجات في الريف وتشجيعهن على تسويق منتجاتهن محليًا وتعزيز ثقافة الاعتماد على الذات"، مشيرًا إلى أن الإقبال الكبير من الزوار يعكس تقدير المجتمع لجهود المرأة الريفية ودورها الأساسي في التنمية الزراعية.

شاركت أم فاطمة، من جديدة الوادي، تجربتها قائلة: "بدأت بصناعة المربيات والصابون الطبيعي في مطبخي الصغير، واليوم أبيع منتجاتي لزوار من مختلف المحافظات. هذا المعرض يمثل فرصة حقيقية لنا لنظهر ما يمكن أن تحققه المرأة عندما تحصل على الدعم والثقة".

بين ألوان الأقمشة المطرزة وروائح الأعشاب العطرية، يتجلى في "معرض المرأة الريفية السورية" مشهد من الصمود والإبداع، يذكر بأن الريف السوري ليس مجرد مصدر للغذاء، بل هو أيضًا منبع للفن والجمال والإنتاج.

يبقى دعم المرأة الريفية واستمرار مثل هذه المبادرات أساسًا لبناء اقتصاد مجتمعي متوازن ومستدام، حيث تتحول الفكرة من مجرد معرض إلى مشروع حياة يعيد الاعتبار لدور المرأة كقوة فاعلة في التنمية والإنتاج.

مشاركة المقال: