الثلاثاء, 7 أكتوبر 2025 01:56 PM

هدوء حذر في الأشرفية والشيخ مقصود بحلب بعد اشتباكات بين الجيش السوري وقسد

هدوء حذر في الأشرفية والشيخ مقصود بحلب بعد اشتباكات بين الجيش السوري وقسد

بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، توقفت الاشتباكات بشكل كامل في حيي الأشرفية والشيخ مقصود بمدينة حلب، بين الجيش السوري من جهة و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المسيطرة على الحيين من جهة أخرى، وفقًا لما نقلته قناة "الإخبارية" السورية اليوم الثلاثاء 7 تشرين الأول. وأفاد مراسل عنب بلدي في حلب بأن التوقف جاء بعد تبادل عمليات قنص وقصف مدفعي وقذائف هاون، طالت مناطق المدنيين في أحياء أخرى داخل المدينة.

قتيل وإصابات

أعلن الدفاع المدني السوري عن مقتل مدني وإصابة 5 آخرين بينهم امرأتان، نتيجة قصف صاروخي من قبل "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) استهدف مدينة حلب مساء الاثنين 6 تشرين الأول. وأكد الدفاع المدني عبر صفحته على "فيسبوك" اليوم الثلاثاء 7 تشرين الأول، مقتل مدني وإصابة آخر بقصف صاروخي من قبل "قسد" استهدف حديقة سيف الدولة بمدينة حلب. ونقلت فرق الطوارئ جثمان القتيل إلى الطبابة الشرعية وتفقدت المكان. كما أصيب شاب ووالدته بقصف صاروخي بالقرب من منزلهما في حي الميدان، وامرأة بطلق ناري نتيجة الاشتباكات في محيط منطقة الشيخ طه، ورجل بطلق ناري في القدم والكتف في حي السريان. وأشار الدفاع المدني إلى إخماد حريق منزل ومستودع في حي الشيخ طه نتيجة الاشتباكات بين الجيش السوري وقوات "قسد".

تعطيل المدارس وتأجيل الامتحانات

أعلن محافظ حلب، عزام الغريب، تأجيل الامتحانات وتعطيل الدوام في المدارس والجامعات والدوائر الرسمية اليوم الثلاثاء، نظرًا للأوضاع الراهنة، مستثنيًا الجهات التي تتطلب طبيعة عملها الاستمرار بتقديم الخدمات الطبية والطارئة. ودعا الغريب سكان المدينة إلى الالتزام بمنازلهم والابتعاد عن مناطق الاشتباكات، مؤكدًا عدم وجود نية للتصعيد العسكري، وأن الجهود مستمرة لاحتواء التوتر ووقف الاشتباكات. وأوضح الغريب عبر "فيسبوك" أن إعادة انتشار القوات الحكومية على أطراف المدينة جاءت نتيجة الانتهاكات المستمرة التي ارتكبتها قسد مدعومة بعناصر وصفها بالفلول الخارجة عن القانون.

ماذا جرى؟

ذكرت قناة "الإخبارية" الحكومية أن الاشتباكات بدأت حين رصدت قوات الجيش العربي السوري نفقًا لـ"قسد" يربط مواقعها بمكان خلف مواقع الجيش والأمن بمحيط حي الأشرفية، لتنفيذ ما وصفتها بـ"اعتداءات وأعمال تخريبية"، ففجرت النفق وأعادت الانتشار حول حيي الشيخ مقصود والأشرفية، فيما قام الأمن الداخلي بنشر حواجز لمنع تسلل مقاتلي "قسد". وأضافت القناة أن "قسد" أرسلت عناصرها بلباس مدني، واشتبكت مع حواجز الأمن بالعصي والحجارة، وتسلل عناصر مسلحون من "قسد" واستهدفوا حواجز الأمن الداخلي، والأحياء المحاذية لحيي الأشرفية والشيخ مقصود بقذائف الهاون. وذكر مصدر أمني لقناة "الإخبارية" أن الاشتباكات أسفرت عن قتيل وثلاث إصابات من قوى الأمن الداخلي خلال استهداف "قسد" حواجز الأمن في محيط حي الشيخ مقصود. وسبق الاشتباكات وصول تعزيزات لقوات الجيش السوري، وإغلاق جميع المداخل المؤدية إلى الحيين أمام حركة السيارات، ما تسبب بازدحام شديد، مع السماح بخروج الأهالي دون الدخول. وأكدت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن تحركات الجيش السوري تأتي ضمن خطة إعادة انتشاره على بعض المحاور شمال وشمال شرقي سوريا، بعد "الاعتداءات المتكررة" لقوات "قسد" واستهدافها للأهالي وقوى الجيش والأمن، ومحاولتها السيطرة على نقاط وقرى جديدة، مشددة على التزام الوزارة باتفاق 10 آذار بين الحكومة و"قسد" دون نية لعمليات عسكرية. بالمقابل، ذكرت "قسد" أن ما يجري في حلب جاء نتيجة لاستفزازات "فصائل الحكومة المؤقتة" ومحاولاتها التوغل بالدبابات، نافية عبر صفحتها في "فيسبوك" استهداف حواجز للجيش السوري في محيط الحيين. وذكر مصدر عسكري، تحفظ على نشر اسمه، لعنب بلدي، أن الحكومة مارست ضغوطًا على "قسد" داخل المدينة لإجبارها على الانسحاب، ووضع المناطق تحت إشراف الأمن العام، على أن يبقى حيّا الأشرفية والشيخ مقصود تحت سيطرة الدولة السورية، دون أي حواجز عسكرية داخل المدينة. وأضاف المصدر أن الحكومة وضعت بنودًا محددة خلال اجتماع عُقد قبل نحو أسبوعين، لم توافق عليها "قسد"، كما رفضت الحكومة بنودًا كانت قد قدمتها فصائل تنتمي لـ"قسد"، ما أدى إلى تصعيد الوضع. وأشار إلى أن الحكومة اتخذت قرارها بهذا الخصوص، وأنه لن يسمح لأي فصيل عسكري خارج القانون بالبقاء داخل المدينة، وأن أي تصعيد عسكري محتمل يأتي في إطار جهود الدولة لضبط الأمن والسيطرة على جميع المناطق.

استفزازات سبقت الاشتباك

عادت قضية حيي الأشرفية والشيخ مقصود إلى الواجهة مجددًا بعد توترات عسكرية وأمنية شهدتها المدينة في 22 أيلول الماضي، بين الحكومة السورية التي أرسلت أرتالًا، ضم بعضها مدرعات، إلى محيط الحيين، لتعزيز نقاط تمركزها أمام "قسد". وبحسب تصريح مصدر عسكري لعنب بلدي، بدأت التوترات بعد أن استهدفت "قسد" سيارة من نوع "بيك أب" تتبع للوزارة، ما أدى إلى مقتل أحد العناصر وإصابة أربعة آخرين وقعوا في الأسر، لتشهد المدينة بعد ذلك استنفارًا أمنيًا. وأوضح المصدر أن وزارة الدفاع تتمركز بنقاط ثابتة في محيط حيي الأشرفية والشيخ مقصود، تقابل النقاط التي تتمركز فيها "قسد" داخل الحيين، وأن الحادثة حصلت في أثناء عملية تبديل العناصر. الحكومة لم تعلّق حينها على الحادثة، إلا أن مصدرًا في محافظة حلب أوضح أن المشكلة حُلّت بنفس اليوم، مشيرًا إلى أن "قسد" أطلقت سراح الأسرى من وزارة الدفاع. من جانبها، قالت "قسد" إنها تصدت لهجوم شنته ما أسمتها "الفصائل المنفلتة" التابعة لحكومة دمشق على إحدى نقاطها الأمنية في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية. وبحسب "قسد"، أسفر الهجوم عن إصابة ثلاثة من عناصر الفصائل المهاجمة، بالإضافة إلى إسقاط طائرة مسيّرة (درون) استخدمت في الهجوم.

مشاركة المقال: