تشهد المناطق المحيطة بحيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب تصعيدًا في الاشتباكات بين الجيش السوري و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي تسيطر على الحيين. وأفاد مراسل عنب بلدي في حلب، يوم الاثنين 6 تشرين الأول، بأن الاشتباكات تضمنت تبادل عمليات قنص وقصف مدفعي وقذائف هاون، وصلت إلى مناطق المدنيين داخل مدينة حلب. وأضاف المراسل أن طرق السريان وجسر تشرين ومحطة بغداد والليرمون في حلب أُغلقت نتيجة للتوتر الأمني.
وذكر مصدر أمني لقناة "الإخبارية" السورية أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين من قوى الأمن الداخلي، نتيجة استهداف "قسد" لحواجز الأمن في محيط حي الشيخ مقصود بمدينة حلب. وسبق الاشتباكات وصول تعزيزات لقوات الجيش السوري وإغلاق جميع المداخل المؤدية إلى الحيين أمام حركة السيارات، مما تسبب في ازدحام شديد، مع السماح بخروج الأهالي دون السماح بالدخول. تبع ذلك مظاهرات للأهالي رد عليها عناصر الأمن العام السوري بالغاز المسيل للدموع.
وأكدت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع لوكالة الأنباء السورية (سانا) أن تحركات الجيش السوري تأتي ضمن خطة إعادة انتشاره على بعض المحاور شمال وشمال شرقي سوريا، وذلك بعد ما وصفتها بـ"الاعتداءات المتكررة" لقوات "قسد" واستهدافها للأهالي وقوى الجيش والأمن، ومحاولة السيطرة على نقاط وقرى جديدة. وشددت على التزام الوزارة باتفاق 10 آذار بين الحكومة و"قسد"، مع عدم وجود أي نية لعمليات عسكرية.
بالمقابل، ذكرت "قسد" أن ما يجري في حلب هو نتيجة لاستفزازات ما وصفتها بـ"فصائل الحكومة المؤقتة" ومحاولاتها التوغل بالدبابات. ونفت، عبر صفحتها في "فيسبوك"، استهداف حواجز للجيش السوري في محيط الحيين.
وذكر مصدر عسكري، تحفظ على نشر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، لعنب بلدي، أن الحكومة مارست ضغوطًا على "قسد" داخل المدينة لإجبارها على الانسحاب ووضع المناطق تحت إشراف الأمن العام التابعة لها، على أن يبقى كل من الأشرفية والشيخ مقصود تحت سيطرة الدولة السورية، دون أي حواجز عسكرية داخل المدينة. وأضاف المصدر أن الدولة وضعت بنودًا محددة خلال اجتماع عُقد قبل نحو أسبوعين، لم توافق عليها "قسد"، كما رفضت الدولة بنودًا كانت قد قدمتها تلك الفصائل، ما أدى إلى تصعيد الوضع. وأشار إلى أن الدولة اتخذت قرارها بهذا الخصوص، وأن أي فصيل عسكري خارج القانون لن يسمح له بالبقاء داخل المدينة، وأن أي تصعيد عسكري محتمل يأتي في إطار جهود الدولة لضبط الأمن والسيطرة على جميع المناطق.
استفزازات سبقت الاشتباك
عادت قضية حيي الأشرفية والشيخ مقصود إلى الواجهة مجددًا بعد توترات عسكرية وأمنية شهدتها المدينة في 22 أيلول الماضي، بين الحكومة السورية التي أرسلت أرتالًا، ضم بعضها مدرعات، إلى محيط حيي الأشرفية والشيخ مقصود، لتعزيز نقاط تمركزها أمام "قسد".
وبحسب تصريح مصدر عسكري لعنب بلدي، بدأت التوترات بعد أن استهدفت "قسد" سيارة من نوع "بيك أب" تتبع للوزارة، مما أدى إلى مقتل أحد العناصر وإصابة أربعة آخرين وقعوا في الأسر، لتشهد المدينة بعد ذلك استنفارًا أمنيًا. وأوضح المصدر، الذي تحفظ على نشر اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام، أن وزارة الدفاع تتمركز بنقاط ثابتة في محيط حيي الأشرفية والشيخ مقصود، تقابل النقاط التي تتمركز فيها "قسد" داخل الحيين، وأن الحادثة حصلت في أثناء عملية تبديل العناصر.
الحكومة لم تعلق حينها على الحادثة، إلا أن مصدرًا في محافظة حلب، تحفظت عنب بلدي على نشر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح في هذا الملف، أوضح أن المشكلة حُلّت في نفس اليوم، مشيرًا إلى أن "قسد" أطلقت سراح الأسرى من وزارة الدفاع.
من جانبها، قالت "قسد" إنها تصدت لهجوم شنته ما أسمتها "الفصائل المنفلتة" التابعة لحكومة دمشق على إحدى نقاطها الأمنية في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية. وبحسب "قسد"، أسفر الهجوم عن إصابة ثلاثة من عناصر الفصائل المهاجمة، بالإضافة إلى إسقاط طائرة مسيّرة (درون) كانت مستخدمة في الهجوم.