الإثنين, 6 أكتوبر 2025 04:43 PM

تمثيل هزيل للمرأة في البرلمان الجديد: نسبة لا تتجاوز 5% بعد انتخابات "أحمد الشرع"

تمثيل هزيل للمرأة في البرلمان الجديد: نسبة لا تتجاوز 5% بعد انتخابات "أحمد الشرع"

أسفرت الانتخابات البرلمانية عن فوز 6 سيدات فقط من بين 119 عضواً تم إعلان نجاحهم رسمياً، وهو ما يمثل نحو 5% من إجمالي المقاعد. هذا الرقم يقل كثيراً عن التوقعات التي كانت تشير إلى ضرورة ألا تقل نسبة تمثيل المرأة عن 20%، وفقاً لتصريحات سابقة. وعلى الرغم من التوقعات بانخفاض التمثيل النسائي نظراً لعدم تجاوز نسبته 17% في الهيئات الناخبة، إلا أن النتائج جاءت مخيبة للآمال، مما يثير تساؤلات حول مدى فاعلية الخطاب الداعم للمرأة وتأثيره الفعلي.

سناك سوري-دمشق

شهدت البلاد أمس الأحد أول انتخابات برلمانية بعد سقوط النظام السابق. وأعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية، "محمد الأحمد"، النتائج الأولية، موضحاً أن الانتخابات جرت في 50 دائرة انتخابية من أصل 62، مع تأجيلها في الحسكة والسويداء. وأشار "الأحمد" إلى ضعف التمثيل النسائي، مؤكداً أن الرئيس السوري "أحمد الشرع" سيعمل على معالجة هذا النقص من خلال اختياره لثلث أعضاء مجلس الشعب، وفقاً لما نص عليه الإعلان الدستوري.

ينص الإعلان الدستوري على أن الرئيس سيعين 70 نائباً من أصل 210، بينما تختار الهيئات الناخبة 140 نائباً. ومع تأجيل الانتخابات في الحسكة (10 مقاعد) والسويداء (3 مقاعد) والرقة (6 مقاعد)، يصبح عدد الفائزين في انتخابات أمس 127 عضواً. ومع عدم إجراء الانتخابات في دائرة عين العرب بريف حلب دون توضيح السبب، يصبح عدد الفائزين 119 عضواً.

غياب النساء بالكامل عن بعض المحافظات

غاب التمثيل النسائي تماماً عن محافظات دمشق ودير الزور ودرعا وريف دمشق والقنيطرة وإدلب. في المقابل، تصدرت طرطوس المحافظات من حيث عدد النساء الفائزات، حيث ضمت سيدتين هما "مي مخلوف" عن دائرة صافيتا و"لينا عيزوقي" عن دائرة الشيخ بدر، الدريكيش.

بينما فازت المرشحة "رلا داية" عن دائرة مدينة اللاذقية، والمرشحة "مؤمنة عربو" عن دائرة مدينة حماة، والمرشحة "نور الجندلي" عن دائرة مدينة حمص، والمرشحة "رنكين محمد عبدو" عن دائرة عفرين في حلب.

وتعكس هذه النتائج نسبة تمثيل النساء في الحكومة السورية، حيث لا تتواجد سوى وزيرة واحدة فقط هي وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل "هند قبوات"، مقابل 22 وزيراً رجلاً، أي أن نسبة تواجد النساء في الحكومة السورية الانتقالية لا تتجاوز 5%، في حين أن الكوتا النسائية المعمول بها عالمياً تنص على تمثيل لا يقل عن 30% للنساء.

أزمة تمثيل النساء سياسياً

وفي بحث أجراه فريق الأبحاث في موقع سناك سوري مؤخراً، تبيّن أن التمثيل النسائي في عينة من المؤسسات الانتقالية لم يتجاوز 7%. وبحسب استطلاع البحث، فإن 67% من المشاركات قلن إنهنّ لم يمثلن في مؤتمر الحوار الوطني، بينما تبرز نتائج الاستطلاع أن ثلث المشاركات قلن إنهنّ يمثلنّ أنفسهنّ، بينما انعدمت تقريبًا نسبة من يشعرن بتمثيل حزبي حقيقي.

وهو ما يعكس غياب التمثيل المؤسسي، ويؤكد أنّ حضور النساء في المؤسسات لا يكفي وحده إن لم يُرافقه اعتراف حقيقي بدورهن ومشاركة فعلية على قدم المساواة. تكشف هذه النتائج عن عمق أزمة التمثيل السياسي للنساء في سوريا، وتضع علامات استفهام حول مدى جدية الخطاب الداعم لمشاركتهن، في ظل استمرار التفاوت الحاد بين الطموحات المُعلنة والواقع المُسجَّل في صناديق الاقتراع.

مشاركة المقال: