الإثنين, 6 أكتوبر 2025 06:31 PM

قمة شرم الشيخ: مفاوضات صعبة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس

قمة شرم الشيخ: مفاوضات صعبة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس

تنطلق اليوم في شرم الشيخ الجولة الأولى من المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس، بحضور وسطاء من مصر وقطر، بالإضافة إلى المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر. تأتي هذه الجولة بعد موافقة أولية من حماس على "خطة ترامب" لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إلا أن المؤشرات تشير إلى صعوبة التوصل إلى اتفاق نهائي بسبب الخلافات الجوهرية.

تتمثل أبرز النقاط الخلافية، وفقاً لوسائل الإعلام العبرية، في خرائط انسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، ونزع سلاح حماس، وضمانات وقف إطلاق النار الدائم، وتحديد هوية القوة الدولية المزمع نشرها في القطاع، والجهة التي ستتولى حكم غزة بعد الاتفاق. وأفادت "هيئة البث الإسرائيلية" بأن حماس لديها تحفظات على خريطة الانسحاب الأميركية، معتبرةً إياها إحدى القضايا المركزية العالقة.

من جهته، ذكر الصحافي الإسرائيلي عميخاي شتاين (من قناة i24) أن حماس أبدت استعدادها للإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين، مقابل انسحاب جيش الاحتلال إلى خطوط أعمق مما تقترحه خطة ترامب، وضمانات لإنهاء الحرب وانسحاب كامل من القطاع.

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد أعرب عن أمله في أن يبشر الإسرائيليين قريباً بإعادة جميع المختطفين، مؤكداً أنه لم يتنازل عن هذا الهدف، وأنه نسق مع ترامب عملية سياسية قلبت الطاولة في غزة. وأضاف أنه لن ينتقل إلى أي بند من خطة ترامب قبل تنفيذ البند الأول وهو الإفراج عن كل الرهائن، مجدداً التأكيد على أن السلطة الفلسطينية لن تحكم غزة بعد الحرب، وأنه لا ممثلين من حماس أو السلطة سيشاركون في إدارة القطاع. كما توعد بأن إسرائيل ستكون مسؤولة عن نزع سلاح غزة، وأنها ستعود إلى القتال بدعم من الدول المعنية إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن في المهلة المحددة.

في السياق ذاته، كشفت "القناة 12 العبرية" أن نتنياهو لم يلتزم بإنهاء الحرب بعد إطلاق سراح الأسرى، ولم يوافق على انسحاب كامل من القطاع، بينما نقلت "هيئة البث الإسرائيلية" أن تل أبيب أبلغت واشنطن نيتها البقاء في ثلاثة مواقع داخل غزة، بينها محور صلاح الدين، لسنوات مقبلة. ووفقاً للخطة الأميركية، فإن ترامب يقترح إبقاء الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من نصف مساحة غزة في المرحلة الأولى، مقابل تسليم جميع الأسرى.

في المقابل، أكد القيادي في حماس أسامة حمدان أن الحركة لا تقبل إدارة أجنبية لقطاع غزة، مشدداً على ضرورة تشكيل هيئة وطنية فلسطينية مستقلة لإدارة القطاع بعد الحرب. كما أكد حمدان أن دخول أي قوات أجنبية إلى غزة أمر غير مقبول، مشيراً إلى أن هناك واقعاً ميدانياً يتعلق بالأسرى الأحياء والجثامين يجب مراعاته، وأن هناك اتفاقاً وطنياً فلسطينياً على أن تدير هيئة فلسطينية شؤون القطاع.

على الرغم من عمق الفجوة بين الطرفين، أفادت "القناة 13 العبرية" بأن إسرائيل تستعد بالمستوى الفني لمحادثات شرم الشيخ، بما في ذلك إعداد خرائط الانسحاب؛ علماً أن وفدها سيضم رون ديرمر، غال هيرش، أوفير فالك، إلى جانب مسؤولين كبار من الموساد والشاباك والجيش، بينما سيرأس وفد حماس القيادي خليل الحية.

وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بدأت استعداداتها لإطلاق سراح آلاف من الأسرى الفلسطينيين، بينهم مئات ممن تصنفهم إسرائيل على أنهم "خطرون" أو "مدانون بأحكام مؤبدة"، ومن بينهم مروان البرغوثي، حسن سلامة، عبدالله البرغوثي، عباس السيد، إبراهيم حامد وأحمد سعدات.

ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن تل أبيب لا تعتبر رد حماس موافقة على الخطة، لكنها مضطرة إلى التعامل معه على هذا الأساس بعد ضغط ترامب، الذي أجرى اتصالاً "صارماً" مع نتنياهو، طالباً منه المضي قدماً في العملية، بحسب ما كشفته "القناة 12" العبرية، نقلاً عن مسؤولين أميركيين كبيرين ومسؤول إسرائيلي مطلعين على تفاصيل المحادثة.

وأضاف أحد المسؤولين الأميركيين أن نتنياهو قال لترامب إنه "لا داعي للاحتفال"، وإن "رد حماس بدون معنى"، ليرد الأخير غاضباً: "لماذا أنت دائماً سلبي؟ هذا انتصار، اقبل به!". وعلق الصحافي الإسرائيلي بن كاسبيت، في صحيفة "معاريف"، على ذلك قائلاً إن ترامب ترجم رد حماس الرافض إلى قبول باللغة الترامبية، وأعلن نصراً تاريخياً وسلاماً أبدياً، بينما اضطر نتنياهو إلى الامتثال لأوامره.

وأمس، قال ترامب، لقناة "CNN"، إن "إبادة كاملة" تنتظر حماس إذا أصرت على البقاء في الحكم، في حين ادعى وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن "90% من تفاصيل الخطة قد تم الاتفاق عليها، وما تبقى هو تفاصيل لوجستية"، مؤكداً أن "المفاوضات لن تستمر لأسابيع أو حتى لأيام طويلة". وأضاف أن "لإسرائيل مصلحة في تسليم غزة لطرف لا يبني أنفاقاً ولا يدعم المقاومة"، مشيراً إلى أن "الحرب في غزة أثرت على مكانة إسرائيل في العالم".

مشاركة المقال: