الأحد, 5 أكتوبر 2025 08:41 PM

حلب: ارتفاع جنوني في تكاليف المعاينة الطبية يرهق كاهل الأهالي

حلب: ارتفاع جنوني في تكاليف المعاينة الطبية يرهق كاهل الأهالي

حلب – محمد ديب: يشهد قطاع الصحة في حلب أزمة متفاقمة، حيث ارتفعت أجور المعاينات الطبية في العيادات الخاصة بشكل ملحوظ، مما أثقل كاهل الأهالي الذين يعانون بالفعل من ظروف معيشية صعبة. لم تعد زيارة الطبيب خيارًا متاحًا للعديد من السكان.

الزيادة طالت مختلف التخصصات الطبية، من العيادات البولية إلى الأسنان والعيون وحتى العيادات الداخلية، مع تفاوت كبير في الأجور بين الأطباء والعيادات. ومع الأوضاع الاقتصادية المتردية، وعدم استقرار قيمة الليرة السورية، وارتفاع تكاليف الاستيراد والتشغيل، أصبحت المعاينة الطبية عبئًا ماليًا كبيرًا.

الجدير بالذكر أن ارتفاع الأجور يتزامن مع تضاعف أسعار الأدوية، خاصة تلك التي لا تتوفر لها بدائل محلية، مما يزيد من معاناة المرضى.

فوق الطاقة

محمد معراتي (30 عامًا)، من سكان حي الميدان، اضطر لدفع 400 ألف ليرة سورية (ما يعادل 40 دولارًا أمريكيًا تقريبًا) لمعاينة في عيادة بولية، ثم واجه وصفة دوائية تجاوزت قيمتها 150 ألف ليرة إضافية. اعتبر محمد أن العلاج "فوق طاقته"، خاصة أن دخله الشهري لا يتجاوز مليونًا ونصف المليون ليرة (حوالي 150 دولارًا أمريكيًا).

رهف سرميني (40 عامًا) اضطرت إلى إلغاء خطة علاجية لابنتها لدى طبيب أسنان، بعد أن أخبرها أن تكلفة سحب العصب وحدها تبلغ 400 ألف ليرة كحد أدنى. ووجد عبد السلام مزراب (45 عامًا)، من حي صلاح الدين، أنه يلجأ إلى ريف حلب لمعالجة أسنانه، حيث الأسعار أقل.

لم يقتصر الارتفاع على العيادات البولية والسنّية، بل شمل أيضًا اختصاصات نادرة مثل العصبية للأطفال. يزن مصري (22 عامًا)، والد لطفلة تبلغ عامًا واحدًا، دفع 200 ألف ليرة سورية لمعاينة عصبية خاصة، بالإضافة إلى تكاليف إضافية لتخطيط الدماغ والرنين المغناطيسي.

الأطباء: ارتفاع أسعار المستلزمات والتكاليف

يتفق المرضى على أن أجور المعاينات أصبحت غير منطقية، وأن التفاوت بين العيادات "مربك". يرى بعض الأطباء أن ارتفاع الأجور نتيجة طبيعية لظروف العمل وارتفاع تكاليف المستلزمات الطبية والأجهزة.

محمد الباش، طبيب مختص بالأمراض البولية في حي الفردوس، أوضح أن تشغيل العيادة أصبح مرهقًا ماليًا. طبيب الأسنان محمد جمال نيال، من حي الزبدية، أشار إلى ارتفاع أسعار المستلزمات الطبية للمعالجة السنّية. محمد طلعت كوسا طبيب عيون، قال إن مهنة الطب "إنسانية"، لكن الأطباء يعيشون في نفس الظروف الاقتصادية.

غياب رد النقابة

لم تتمكن عنب بلدي من التواصل مع نقابة الأطباء في حلب للحصول على توضيحات حول أسباب ارتفاع الأجور، بسبب إغلاق النقابة. كما لم تتلق ردًا من نقيب الأطباء المركزي في دمشق، مالك عطوي.

قضية قديمة متجددة

ارتفاع أجور المعاينات الطبية في حلب قضية متجددة. في عام 2024، أصدرت حكومة النظام السابق قرارات برفع التعرفة على المعاينات الطبية، لكن العيادات الخاصة استمرت في تطبيق أسعار متفاوتة.

مشاركة المقال: