في خطوة مفاجئة، سلّم الفنان اللبناني فضل شاكر نفسه إلى مخابرات الجيش اللبناني، اليوم السبت 4 تشرين الأول، عند مدخل مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا. يأتي هذا التسليم بعد سنوات من الاختفاء داخل المخيم، حيث كان شاكر مطلوباً للقضاء اللبناني بتهم تتعلق بأحداث "عبرا" التي وقعت عام 2013.
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن شاكر سلّم نفسه طوعاً لقوة من الجيش، الأمر الذي أثار تفاعلاً واسعاً بين جمهوره ومتابعيه داخل لبنان وخارجه، وخاصة في سوريا، حيث كان من أبرز الفنانين المتضامنين مع الثورة السورية.
ونقلت صحيفة "المدن" اللبنانية عن مصادر لم تسمّها أن اتصالات خارجية جرت لتأمين مخرج قضائي لإطلاق سراح شاكر بعد توقيفه. وأشارت المصادر إلى أن شاكر أبدى استعداده منذ فترة لتسليم نفسه مقابل إعادة محاكمته بسرعة ودون سجن طويل، مع نيته مغادرة لبنان لاحقاً للإقامة في إحدى الدول العربية.
ويأتي تسليم شاكر نفسه بعد مرور أكثر من عشر سنوات على اتهامه بالتورط مع الشيخ أحمد الأسير في أحداث "عبرا"، التي شهدت اشتباكات بين جماعة الأسير والجيش اللبناني في حزيران 2013، وأسفرت عن مقتل 18 عسكرياً. وقد نفى شاكر هذه التهم، مؤكداً أنه انفصل عن الأسير قبل شهرين من الأحداث.
وكان شاكر قد صرّح في مقابلة سابقة أجراها نجله محمد شاكر مع منصة "بيلبورد عربية" في آب الماضي، أن والده يعتزم تسليم نفسه "عندما تسمح الظروف"، مؤكداً ثقته بالقضاء اللبناني ورغبته في تسوية وضعه القانوني وإثبات براءته من التهم الموجهة إليه.
برز اسم فضل شاكر خلال الثورة السورية عام 2011 بعد تأييده العلني لها وإصداره أناشيد وأغانٍ مؤيدة للشعب السوري. كما انتقد مشاركة "حزب الله" في القتال إلى جانب النظام السوري، وقال في حديث سابق لصحيفة "الحياة" عام 2017 إنه "استُدرج إلى مواجهة مع الحزب ولم يطلق رصاصة على الجيش اللبناني".
في عام 2020، أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية حكماً غيابياً بسجنه 22 عاماً مع الأشغال الشاقة، بعد حكم سابق بالسجن 15 عاماً عام 2017، قبل أن يُبرَّأ في 2018 من تهمة "تشكيل عصابة مسلحة". وما تزال بعض القضايا مفتوحة بحقه تتعلق بـ"تعكير صلات لبنان بدولة عربية" و"إثارة النعرات الطائفية" و"تمويل مجموعة الأسير".
حتى لحظة إعداد هذا الخبر، لم يصدر تعليق رسمي عن الجيش اللبناني بشأن توقيف الفنان أو الإجراءات التي ستتبع بعد تسليمه نفسه، وسط ترقب إعلامي وشعبي لما ستؤول إليه قضيته في الأيام المقبلة.