الأحد, 5 أكتوبر 2025 12:12 AM

ثلاثة شعراء خلدتهم دموع الفقد: الخنساء وابن الرومي ومنير حمدان

ثلاثة شعراء خلدتهم دموع الفقد: الخنساء وابن الرومي ومنير حمدان

يستعرض هذا المقال ثلاثة من الشعراء الذين تركوا بصمة في التاريخ بأشعارهم التي عبرت عن الفقد والحزن العميق.

1- الخنساء (تماضر بنت عمرو بن الشريد): رثاؤها لأخيها صخر كان مثالاً للوفاء والفقد. تقول:

يذكرني طلوع الشمس صخراً فأذكره لكلّ غروب شمس

و لولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي

2- الشاعر المحامي منير حمدان: الذي فجع بفقد ابنته فاديا في ريعان شبابها. عبر عن ألمه قائلاً:

لماذا تموتينَ يا فاديا؟ وكنتِ السلامةَ والعافيهْ

و لكنّه الموتُ في مرصدٍ قريبٍ مريبٍ على زاويهْ

تخادعُ يسراهُ في موضعٍ و تضربُ يُمناهُ في ناحيهْ

(تماضرُ) لمّا تزلْ حيّةً ولو كانتِ الرمّةَ الباليهْ

يذكر المقال مشاركة الكاتب في حفل تأبين مهيب للشاعر منير حمدان في الذكرى الأربعين لوفاته في قريتة ضهر بشير، حيث رثاه قائلاً:

بكى حسرةً فاديا ، ضناهُ بلوعةٍ فأبكى عيوناً للحزانى بها جمرُ

دعانا إلى العلياء دعوة شاعرٍ محامٍ ،كما للجيل منبرُهُ الثّرُّ

فخمسٌ وسبعون التي عاشها هدىً بساتين خير جُلُّها الورد و العطر

قضاها و قد أعلى لحمدانَ دارةً من العلم والآداب يسمو بهاالعمر

الشاعر منير حمدان هو والد الشاعره لينا حمدان والشاعر شوقي حمدان. وقد وصفه الشاعر الكبير حامد حسن بأنه خبر الحياة مربياً ومحامياً، وأن شعره يفيض باللغة والجمال.

يشير المقال إلى مقطوعة مهداة من منير حمدان إلى الأمير سيف الدولة الحمدانيّ:

لم يبقَ في الميدان من خيلٍ ، و من فرسان

إلّا أنا الضاربُ في سيفِ بني حمدان

ملاحمٌ مكتوبةٌ بالنورِ ، والنيران

الشامُ في بيروتَ في عَمّان ، في عُمَانِ

لا فرّقَ اللًهُ دمشقَ الشامَ عن بغدَانِ

ويختتم المقال بالإشارة إلى أن الشاعر منير حمدان كان من أغنى الشعراء المعاصرين لغة، وأن مقارنته بالشاعرة الخنساء وابن الرومي تأتي في سياق الحديث عن فقد الأحبة.

3- ابن الرومي: الذي رثى ابنه محمداً بأبيات مؤثرة:

محمّد ما شيءٌ توهّمَ سلوةً لقلبي إلّا زادَ قلبي من الوجدِ

أرى أخويكَ الباقيينِ كليهما يكونانِ للأحزانِ أورى منَ الزَّندِ

رحم الله الشاعر المحامي المربّي الفاضل منير حمدان، وأسكنه جنان عدن مع المؤمنين والصالحين. هؤلاء لا يموتون هم في الضمير والوجدان والذاكرة.

مشاركة المقال: