تعاني مدارس ريف حلب من أزمة حادة تتجلى في الاكتظاظ الشديد وتدهور البنية التحتية، ففي مدرسة بمدينة عندان شمالي حلب، يتجاوز عدد الطلاب في الصف الواحد سبعين طالبًا، يجلس بعضهم على الأرض لعدم توفر المقاعد الكافية. هذه المشكلة ليست حكرًا على عندان، بل تمتد لتشمل مناطق أخرى مثل حريتان، حيث لا يوجد سوى ثلاث مدارس عاملة رغم تزايد أعداد العائدين.
الأهالي والمعلمون يواجهون الأزمة اليومية
عمر ليلى، مدير مدرسة في عندان، وصف الوضع بالمأساوي، مشيرًا إلى أن الاكتظاظ غير مقبول تربويًا، وأن البنية التحتية متدهورة. وأكد ليلى أنه قدم شكاوى متكررة بشأن نقص التجهيزات والمقاعد والكتب، بالإضافة إلى النقص في الكوادر التعليمية، حيث يعمل معظم المعلمين دون تكليف رسمي من مديرية التربية. وفي حريتان، أوضح زياد نعناع، مسؤول ملف التعليم، أن الوضع مماثل، بل وأكثر تعقيدًا، حيث وصل عدد الطلاب المسجلين إلى 1700، ولا توجد سوى ثلاث مدارس عاملة، مما يجبر الأطفال على السير لمسافات طويلة.
نورس مصري، أحد العائدين إلى حريتان، عبّر عن استيائه من الوضع التعليمي، مشيرًا إلى نقص التجهيزات والمقاعد والكتب، وعدم كفاية عدد المعلمين. أما معاوية دعبول، فلفت إلى معاناة الأطفال العائدين من دول اللجوء، خاصة من تركيا، بسبب ضعفهم في اللغة العربية، مطالبًا بتخصيص شعب خاصة لهم أو برامج دعم لغوي.
مديرية التربية: ندرك حجم التحديات ونستجيب وفق الإمكانات
محمد عبد الرحمن، معاون مدير التربية والتعليم في محافظة حلب، أكد أن المديرية تدرك حجم التحديات، وأنها اعتمدت خطة طارئة لافتتاح شعب صفية إضافية وإعادة توزيع الكوادر التعليمية. وأشار إلى أن هناك أكثر من 150 مدرسة قيد الترميم بالتعاون مع منظمات داعمة، وأن الجهود مستمرة لتحسين جودة التعليم تدريجيًا.
خلفية: الضغط المتزايد على التعليم في حلب
يشهد القطاع التعليمي في محافظة حلب ضغطًا متصاعدًا بسبب عودة السكان، حيث تجاوز عدد الطلاب المسجلين في المدارس الحكومية 590 ألف طالب وطالبة. وقد انعكس ذلك على شكل اكتظاظ حاد ونقص في الكوادر والمستلزمات التعليمية. في المقابل، تشير بيانات إلى أنه تم إعادة تأهيل وتشغيل نحو 1620 مدرسة في أنحاء متفرقة من المحافظة.