أعلن الحاخام السوري الأمريكي هنري يوسف حمرة عن ترشحه رسميًا لعضوية مجلس الشعب السوري ممثلًا لدائرة دمشق. وتُعد هذه الخطوة الأولى من نوعها منذ عام 1967، حيث مُنع اليهود السوريون من الترشح للانتخابات البرلمانية بعد حرب يونيو.
وقد أعلن حمرة عن هذا الترشح عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، رافعًا شعار "نحو سوريا مزدهرة ومتسامحة وعادلة". وأكد في بيانه أن حملته الانتخابية تهدف إلى تحقيق العدالة، والحفاظ على التراث السوري، والعمل على رفع العقوبات المفروضة على البلاد، وذلك وفقًا لما نقلته وسائل الإعلام السورية.
وفي تصريحه، قال حمرة: "أؤمن بسوريا موحدة لكل السوريين، من الحسكة إلى السويداء، ومن درعا إلى اللاذقية، ومن دمشق إلى حلب". وأضاف أنه سيواصل جهوده مع الجالية السورية في الولايات المتحدة لإلغاء "قانون قيصر" دون شروط مسبقة.
برنامج انتخابي يركز على الوحدة والهوية الوطنية
يرتكز البرنامج الانتخابي لحمرة على تعزيز الانتماء الوطني وربط أبناء الجالية اليهودية في الداخل والخارج بوطنهم الأم، وذلك من خلال مبادرات ثقافية وتعليمية تهدف إلى إعادة الاعتبار لهم كجزء أصيل من النسيج السوري الذي يمتد لآلاف السنين.
وتشمل وعوده أيضًا دعم جهود إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية عبر السعي لرفع عقوبات "قانون قيصر" وإطلاق مشاريع استثمارية بالشراكة مع رجال أعمال من الجالية اليهودية حول العالم. كما يطمح حمرة إلى تأسيس صناديق ومشاريع صغيرة ومتوسطة تتيح فرص عمل للشباب السوري.
وشدد على ضرورة ترسيخ صورة سوريا كدولة متسامحة تقوم على التعددية والعيش المشترك، مع حماية التراث الوطني بجميع مكوناته الإسلامية والمسيحية واليهودية.
تعزيز المواطنة والعدالة الاجتماعية
كما وعد حمرة بدعم مبدأ المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية من خلال دستور عصري يكفل حقوق جميع السوريين ويضمن حماية حقوق الضحايا ضمن إطار المصالحة الوطنية.
خلفية شخصية وزيارات تاريخية
يبلغ حمرة من العمر 48 عامًا، وهو نجل الحاخام الأكبر لليهود السوريين في نيويورك، يوسف حمرة، الذي غادر سوريا عام 1992 بعد رفع حظر السفر على اليهود في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد. ومنذ ذلك الحين، لم يبقَ في دمشق سوى أقل من عشرة يهود.
وفي وقت سابق، زار هنري حمرة دمشق ضمن وفد من اليهود السوريين في الولايات المتحدة، بعد نحو 33 عامًا على مغادرتهم البلاد. وخلال الزيارة، التقى بمسؤولين حكوميين، بينهم نائب وزير الخارجية السوري، الذي أكد أن كافة الطوائف في سوريا ستلعب دورًا في مستقبل البلاد.
وأكد حمرة أن وزارة الخارجية السورية تعهدت بحماية التراث اليهودي في سوريا، مشددًا على أن يهود سوريا بحاجة إلى دعم الحكومة، وأن أمن الحكومة يمثل حاجة حيوية لهم.
الانتخابات السورية المقبلة
وكانت اللجنة العليا للانتخابات قد أعلنت موعد إجراء الانتخابات البرلمانية الأولى في سوريا منذ رحيل حكومة بشار الأسد، والمقرر إجراؤها في 5 أكتوبر المقبل.
وفي تعليق خاص لوكالة "سبوتنيك"، أكد الدكتور أحمد عبد المجيد قنوت، رئيس اللجنة القانونية للانتخابات، أن نظام انتخاب مجلس الشعب يقوم على أساس المواطنة فقط، بعيدًا عن الاعتبارات الإثنية أو الطائفية.
وأشار إلى أن أعضاء مجلس الشعب يُنتخبون من خلال هيئة ناخبة، مع وجود آليات قانونية تتيح للناخبين الطعن في قوائم المرشحين عبر لجان قضائية متخصصة.