الأحد, 5 أكتوبر 2025 01:53 AM

تراجع حاد في إنتاج العسل يهدد الأمن الغذائي في سوريا.. ومناشدات لإنقاذ النحالين

تراجع حاد في إنتاج العسل يهدد الأمن الغذائي في سوريا.. ومناشدات لإنقاذ النحالين

تعتبر تربية النحل مصدر رزق أساسي للعديد من العائلات في أرياف حماة، حيث تمثل مشاريع أسرية ناجحة نظراً لرأس مالها القليل نسبياً. إلا أن النحالين يواجهون تحديات متزايدة، خاصة في ظل موجة الجفاف وارتفاع تكاليف التربية، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة لدعمهم وضمان استمرارهم في مشاريعهم الصغيرة والمتناهية الصغر.

يطالب النحالون بضمان إنتاج العسل البلدي بأسعار مقبولة، بما يمنع الغش في هذا المنتج الذي يعتبر دواءً فعالاً لكثير من الأمراض، والتلاعب في مواصفاته الذي يشكل خطراً على صحة المستهلكين. وقد تواصلت "الحرية" مع عدد من النحالين الذين أجمعوا على تراجع إنتاج النحل هذا العام بسبب الظروف الطبيعية الصعبة.

طالب النحالون بدعم مالي مباشر وتأمين فعلي للخلايا ضد الأمراض والكوارث الطبيعية، بالإضافة إلى توفير التدريب والإرشاد المجاني لتطوير أساليب التربية والإنتاج. كما دعوا إلى تنظيم مؤتمرات محلية وإرسال ممثلين عن النحالين للمشاركة في المؤتمرات الدولية للاستفادة من خبرات نظرائهم في البلدان الأخرى، وحماية المناحل من المبيدات العشوائية وتشجيع زراعة النباتات الرحيقية، وفتح أسواق ومعارض لتسويق العسل السوري داخلياً وخارجياً.

في ظل الخسائر الكبيرة التي تكبدها النحالون هذا العام، والتي لا تقتصر على إنتاج العسل بل تمتد إلى فقد الخلايا وموتها، طالب البعض بالتعويض أو منحهم قروضاً دون فوائد لمساعدتهم على الاستمرار في الموسم القادم. وأشاروا إلى أن عدم الاستجابة لمطالبهم سيؤدي تدريجياً إلى خسارة ثروة وطنية تمس الأمن الغذائي بشكل مباشر.

من جهتها، تواصلت "الحرية" مع الخبير الزراعي المهندس عبد الرحمن قرنفلة، الذي أكد أن قطاع النحل يعد من أهم مكونات الأمن الغذائي، كونه مسؤولاً عن إخصاب 70 إلى 80% من النباتات التي نأكلها، بالإضافة إلى إخصاب نباتات المراعي الطبيعية التي تتغذى عليها الحيوانات. وأشار إلى مقولة العالم أينشتاين بأن اختفاء النحل سيؤدي إلى نهاية البشرية بعد بضع سنوات.

وأوضح المهندس قرنفلة أن النحل يتعرض لتحديات متعددة، بدءاً من الاستخدام غير الرشيد للمبيدات الزراعية مروراً بضيق المساحات المزروعة والأمراض والطفيليات والأدوية البيطرية، وانتهاء بتغير المناخ الذي يتجلى بانخفاض الهطول المطري والجفاف وتأثيرهما السلبي على التفاعل بين النبات والنحل.

وأشار إلى أن التغيرات المناخية في سورية والدول العربية هذا العام ساهمت في فقدان أعداد كبيرة من النحل وتراجع إنتاج العسل بنسبة 90% في حالات كثيرة. وذكر أن إنتاج العسل تراجع في المغرب بنسبة 80% وفي لبنان 70% وفي سورية حوالي 75%، كما شهد العراق فقدان أكثر من 2000 خلية نحل في الديوانية، وشهد قطاع النحل في تونس اضطراباً كبيراً بفعل التغيرات المناخية.

وحول الحلول المطلوبة لإنقاذ قطاع تربية النحل، شدد المهندس قرنفلة على ضرورة تنشيط مراكز الأبحاث العلمية المتخصصة وتطبيق بنود البرنامج العربي لتحييد تأثير التغيرات المناخية عن نحل العسل الذي أطلقته منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة، والذي شمل تأسيس منحل عربي تدريبي ومركز أبحاث متخصص بالنحل وإنشاء شبكة عربية لمربي النحل وإحداث منصة إلكترونية تفاعلية متخصصة بالنحل. كما أكد على ضرورة الاهتمام بسلالات النحل المحلية التي أثبتت كفاءتها بالتأقلم مع التغيرات المناخية مقارنة بالسلالات الأجنبية، ووضع حد للاستخدام العشوائي للمبيدات الزراعية واستيراد مبيدات غير ضارة بالنحل وتوعية النحالين لاستخدام المركبات العضوية لمكافحة أمراض النحل.

كما أكد على ضرورة تشجيع المرأة الريفية للانخراط في قطاع تربية النحل، وتكثيف التشجير والتوسع بزراعة الأشجار والنباتات الرحيقية والطلعية التي توفر مصدر غذاء للنحل.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: