الجمعة, 17 أكتوبر 2025 08:39 AM

الحرية في الإسلام: توازن بين الاختيار والمسؤولية

الحرية في الإسلام: توازن بين الاختيار والمسؤولية

يتأمل المهندس نضال رشيد بكور الوجود الإنساني من منظور إسلامي، مؤكداً أن الحرية ليست مجرد شعار، بل هي جوهر الوجود وامتحان حقيقي للإنسان. فالإنسان مخلوق مكرم ومحمل بالأمانة التي أبت السماوات والأرض والجبال حملها، وهي الحرية المقترنة بالاختيار.

لكن الحرية في التصور الإسلامي ليست انفلاتاً من كل قيد، بل هي حركة واعية ضمن نظام كوني متوازن. فالله تعالى منح الإنسان القدرة على الاختيار، وفي الوقت نفسه بيّن له طريق الخير والشر، كما في قوله تعالى: *وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ*.

هنا يظهر البعد الفلسفي للحرية، فهي ليست في فعل ما يشاء المرء، بل في وعي مسؤولية الأفعال. فالاختيار يتبعه محاسبة، والقرار يلازمه جزاء. وهكذا يتجاوز الإسلام التصور العبثي للحرية، ليربطها بمعنى أسمى، وهو *التحرّر من العبودية لغير الله*.

فالإنسان في حقيقته لا يستطيع أن يعيش بلا قيد، لكنه يختار قيده. فمن تحرر من شهواته وأهوائه وانطلق نحو عبودية الله وحده، صار حراً بحق. أما من استسلم لشهواته فقد قيد نفسه بغير أن يدري.

من هنا نفهم أن الحرية في الإسلام ليست مجرد *حق*، بل هي أيضاً *واجب*. حق للإنسان أن يختار، وواجب عليه أن يسلك درب المسؤولية.

وفي الجمعة المباركة، ندعو الله أن يرزقنا حرية حقيقية: حرية الروح من أسر الهوى، وحرية العقل من ضباب الغفلة، وحرية القلب من قسوة الدنيا. (أخبار سوريا الوطن1-الكاتب)

مشاركة المقال: